عبد القادر بن الطيب :
بعدما كان الفكر الاقتصادي الطاقي العالمي متجها صوب المنتوجات البترولية منذ قرن تقريبا بدات الرؤيا الطاقية العالمية تبحث عن مصادر أخرى ، بحيث انه من المؤكد ان هذا المنتوج في تهديد دائم بالنفاد.
خاصة ما تفرزه الحروب وبالضبط الحروب التي اتت على الاخضر واليابس بالشرق الاوسط اكبر منطقة منتجة للمحروقات واكبر منطقة توتر ، وبات من المؤكد ايضا ان احتياطي البترول ليس بالرقم المشجع ، كما ان الدول الصناعية والغير منتجة للبترول والمعتمدة في اغلب انشطتها على البترول اصبحت تفكر واكثر من ذي قبل بشكل جدي على مصادر جديدة من بينها الطاقات المتجددة….
ومن هنا بدأ المغرب في اخذ غمار تجربة طاقية تمثلت في الطاقة الشمسية والريحية ( الطاقة النظيفة ) ، واصبح نموذجا في شمال افريقيا والعالم العربي ، بالاضافة الى اعتماده استخراج الطاقة الكهرومائية من السدود السياسة التي ابتكرها الراحل الحسن الثاني ،وهذا بالفعل يعتبر استراتيجية طاقية ذات ابعاد اقتصادية وايكولوجية واجتماعية ،
كما ان تراجع اثمان البترول في الاونة الاخيرة ، حتم على الدول العربية اعادة النظر في سياساتها الطاقية كما اصبح لزاما عليها التفكير في بدائل جديدة ، وعلى المغرب باعتباره نموذجا عربيا واقليميا ان يتجه ويعزز من سياسته الفلاحية ، لان الامن الغذائي هو الاساس لاقتصاديات الدول الصاعدة ، بطبيعة الحال اعتمادا على هذه الطاقات المتجددة من جهة والتكثيف من خلق سدود جديدة لان الطلب الفلاحي الداخلي والخارجي يزداد يوما بعد آخر ، لان من جهة يعرف المغرب تزايدا ديمغرافيا وارتفاعا في مستوى المعيشة سيزداد حتما من هنا الى سنة 2030 بأضعاف ، وايضا تهافت الاسواق العالمية على المنتوج المغربي الذي عرف شهرة قل نظيرها لان مناطق عديدة تعرف استعمالا طبيعيا للمواد الفلاحية وايضا لازال المغرب دولة لاتعرف اجواؤها تلوثا قد يفقد المواد الفلاحية عذريتها وطبيعتها ، وهذا نفسه توجه سياسي يخدم الدولة المغربية من ناحية انها تعتبر في مصاف الدول المحافظة على البيئة والمساهمة بشكل عملي في اعطاء منتوج فلاحي دون أضرار ، الاشكالات المناخية التي ادت الى عقد المؤتمر المناخي الاخير بفرنسا
وسيعقد نهاية السنة الجارية بمراكش المغرب ، لان التطورات الصناعية والتي حتما تساهم طاقة المحروقات فيها بشكل كبير في التأثير في المناخ وارتفاع درجات الحرارة والضغط ادت الى تغيرات مناخية لها الاثر على الحياة الانسانية فوق كوكب الارض .
من هنا التقاء ثلاث مكونات اعطت للمغرب الريادة العالمية وهي سياسة ناجعة تعطي للمغرب تموقعا في خانة الدول المسالمة ، السلم بمعناه الشامل ، وتعطيه التقدم عدة خطوات للامام وربما حل العديد من اشكالاته بالتروي و السياسة الحكيمة ، الطاقة المتجددة كبديل لطاقة المحروقات هذه الاخيرة المساهمة في التلوث وارتفاع الضغط الحراري بكوكب الارض وبالتالي تغيرات مناخية …وهو بالجملة تاثير على الحياة البشرية .مساهمة بالطاقة المتجددة في فلاحة عصرية وبدون اضرار هو مساهمة في الامن الغذائي والمكون الثالث هو بفعل الطاقة المتجددة يساهم المغرب في التخفيظ من التوتر الواقع بالمناخ و وبالتالي المحافظة على الحياة الطبيعية لبني البشر اذن هي بالخلاصة استراتيجة سياسة طاقية فلاحية وايكولوجية تعطي المغرب النموذج المتفرد بالمساهمة الفعلية في الحضارة الانسانية