تاوريرت بريس :
يعقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية ، بعد ظهر الأحد بالقاهرة، اجتماعا طارئا بناء على طلب من المملكة العربية السعودية لبحث الاعتداءين اللذين استهدفا سفارتها في طهران وقنصلياتها في مشهد بإيران.
كما تعقد اللجنة الوزارية العربية المصغرة المعنية بالتحرك على الساحة الدولية لدعم القضية الفلسطينية اجتماعا على هامش أشغال هذا المجلس الطارئ لوزراء الخارجية.
وكانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، قد تلقت مذكرة رسمية من الوفد السعودي الدائم لدى الجامعة طلب فيها عقد اجتماع غير عاد لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية العرب لبحث الاعتداءين.
ويذكر أن متظاهرين إيرانيين اقتحموا في نهاية الأسبوع الماضي السفارة السعودية احتجاجا على قيام السعودية بإعدام رجل الدين السعودي الشيعي البارز نمر النمر ضمن 47 إرهابيا.
وينعقد هذا الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب غداة اجتماع استثنائي عقده أمس السبت في الرياض، وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، وأسفر عن الاتفاق على وضع آلية لمواجهة التدخلات الإيرانية في الشأن الداخلي الخليجي.
وعبر المجلس الخليجي عن تأييده الكامل للإجراءات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية في مواجهة الاعتداءات على بعثاتها الدبلوماسية في إيران، مؤكدا أن دوله ستتخذ المزيد من الإجراءات المناسبة للتصدي لهذه الاعتداءات.
وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في تصريح له عقب الاجتماع ، إن المملكة العربية السعودية، ودول مجلس التعاون الخليجي “يعملون على استصدار قرار في مجلس الأمن يدين العدوان الإيراني” .
وسيبحث مجلس وزراء خارجية الدول العربية هو الآخر، اليوم، تحديد موقف عربي موحد في أفق تحرك دولي لوقف التدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية، وخاصة منها دول الخليج.
وقال مسؤول بالجامعة العربية، إن “غالبية الدول العربية لا تقبل التصرفات الإيرانية تجاه السفارة والقنصلية السعوديتين في طهران ومشهد التي تخالف الأعراف والمواثيق الدولية”، معتبرا أن إدانة مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية لهذه التصرفات “، ستشكل تطورا مهما” ومقدمة لتحرك عربي على المستوى الدولي وفي الأمم المتحدة من أجل وضح حد للتصرفات الإيرانية في المنطقة .
وقد سبق هذين الاجتماعين الاستثنائيين، الإعلان عن مواقف عربية متضامنة مع الرياض بعد أن قطعت المملكة العربية السعودية كافة علاقاتها مع إيران، حيث أعلنت مجموعة من الدول العربية عن قطع علاقاتها هي الأخرى مع طهران، بينما خفضت أخرى مستوى تمثيلها الدبلوماسي لديها أو استدعت السفراء الإيرانيين لديها لإبلاغهم احتجاجها وتنديدها بالتصرف الإيراني.
وعلى هامش الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية، تعقد اللجنة الوزارية العربية المصغرة المعنية بالتحرك على الساحة الدولية لدعم القضية الفلسطينية اجتماعا برئاسة مصر وحضور الدول الأعضاء في اللجنة (مصر والأردن وفلسطين والمغرب)، لبحث الجهود المبذولة لدعم القضية الفلسطينية وسبل التحرك العربي من أجل توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
وينعقد هذا الاجتماع في أفق زيارة من المرتقب أن يقوم بها الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إلى نيويورك غدا الاثنين للمشاركة في اجتماع دولي دعا إليه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لمناقشة المعايير الخاصة باختيار الأمين العام الجديد للأمم المتحدة، حيث من المقرر أن يتم خلاله إطلاع بان كي مون على الرؤية العربية والمقترحات الخاصة بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني.
وينتظر أن يلتقي العربي كذلك مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ليحثه على وفاء الجانب الأمريكي بتنفيذ التعهدات الأمريكية السابقة للدول العربية بإنهاء النزاع الفلسطيني – الاسرائيلي وفق إطار زمني محدد.