بقلم : الخضير قدوري 

الخضير قدوري

 

 

       افاد مصدر جمركي بان مواطنا مغربيا مزداد سنة 1979 والبالغ من العمر 34 سنة وهو يقيم في هلندا حاول تهريب المبلغ المشار اليه اعلاه نحو بلد اقامته وبالاحرى مصدر ثروته  يبقى السؤال المطروح منقسما الى شقين قبل ان يكشف البحث مع الضنين عن الجواب الصحيح

       فيما يتعلق بالشق الاول ان كان هو صاحب هذا المبلغ فلا غرابة من اكتسابه وواضح انه قد يدخل العمل به في اطار التبييض او الغسيل قد لايهم ذلك مادم غير خاضع لمبدأ القائلين بمن اين لك هذا وغير خاف على احد ان يكون المعني بالامر ومن في مثل سنه ان يحصل على هذه الثروة من عرق الجبين ولكن بغض النظر عن كل ذلك يبقى السؤال المطروح لماذا لم تستطع يومئد حنكة جماركنا ايقاف الضنين وتفتيش صندوق السيارة والتشديد في البحث عن الحرام والممنوع  ام كان ادخال العملة بغض النظر عن مصدرها وطرق تحويلها حلالا وخروجها بدون تصريح اصبح محرما

       واما اذا كان وراء العملية ايادي خفية تديرها وتستعمل هذا المهرب كما تستعمل امثاله في تصدير المخذرات وما كان سوى ماجورا وكل اليه الامر حتى تستغل وضعيته في تنفيذ هذه المهمة  كل ذلك قد تكشف عنه المحكمة لاحقا

      وبعودتنا الى مناقشة الشق الاول من هذا السؤال والذي ينبغي ان يوجه بالاساس الى ادارة الجمارك ان كانت تعتبرهذا العمل تهريبا وممنوعا بقوة القانون المحرم لما على بعضهم والمحلل لما لبعضهم الاخر فهذا ما يجب ان يعاد فيه النظر

     والا  فكيف يحل لمواطن مغربي مقيم في هلندا ان يحول مثل هذا المبلغ المدر للشبهات الى بلده الاصلي دون حسيب ولارقيب ككونه يومئد مواطنا مغربيا صالحا يحول العملة الصعبة الى وطنه ويساهم في تنمية واقتصاد بلده ولكن حينما يريد  استرجاع نفس المبلغ الى بلد اقامته اذا لم يكن قادرا على التضحية بخسارة ثلثه او نصفه او تعذر عليه تحقيق مشروعه في ظل الصعوبات والعراقيل الادارية التي تؤدي بكثير من افراد جاليتا الى مغادرة ارض الوطن والتخلي عن جل مشاريعهم ومحاولة انقاذ ما يمكن انقاذه والنجاة بانفسهم  ليصبح في شرع الجمارك مهربا وفاسدا لم يكن يوما مواطنا صالحا

      واذا كان القانون الذي تعول عليه ادارة الجمارك من اجل محاربة التهريب اي تهريب فلماذا يدفع بجاليتنا الى التهريب البين والواضح بقوة القانون حينما يرغمون على تهجير سياراتهم بالالاف ووضعها في مستودعات مدينة مليلية وسبتة مقابل 100 ارو واكثر للشهر ولمدة ستة اشهر لفائدة من سؤال دونه مئات علامة ؟؟؟؟؟؟ انها ملايير الدراهيم ومئات الاف الدولارات تضخ باسم القانون الجمركي في خزينة دولة مجاورة هل كانت جبال الناضور وسهل انجاد اضيق من مدينتي سبتة ومليلية ام  الحكمة في التهريب  فتسالون مواطنا يقيم في هلندا لماذا استرجع ثروته التي لم ياتيها من مقاليع الرمال ولم يسرقها من خزينة الدولة ولم ينهب ارضا بالاف الهكتارات ولم يستول على الميزانيات باسم قوانين مبررة لاشكال الفساد والوان المفسدين فما بال اولئك الذين يملكون الشاليهات والقصورواليخوت والفنادق الفخمة الخارجة عن التصنيف في الدول الشرقية والغربية مؤدى ثمنها بالدرهم المغربي المحول الى الدولار الامريكي فمن يجرؤ على سؤالهم

     مالكم كيف تحكمون تتغاضون عن الفساد البين والتهريب الحقيقي وتحاسبون مهاجرا جاء بسيارته ليقضي بها مأربه فيفرض عليه القانون وضعها في مستودع بمدينة سبة او مليلة ليؤدي عنها اجر 600 ارو لمدة ستة اشهرمضافة الى التكاليف المشروعة والغير المشروعة ليتخلى عن مشروعه ان كان مستثمرا ويترك منزله ان كان متقاعدا اليس من حقه ان يبع ويقبل باي ثمن ويغادر بلا رجعة  ولاندم  ام تريدونه ان ينزع ثوبه ونعله

       لقد اصبح افراد الجالية يفهمون المعنى الحقيقي لعملية مرحبا والدخول بسلام الى ارض الوطن ويعلمون ان بعد الدخول ستغلق دونهم كل الابواب فيصبح الخروج ليس بالامر السهل لست بهذا مدافعا عن التهريب والمهربين ولا مشجعا على الفساد والمفسدين ولكن أي تهريب واي مهربين واي فساد واي مفسدين