تاوريرت بريس :
لقد سمعت يوما أن قائدا عربيا هدد الولايات المتحدة الأمريكية بسلاح البترول،كان أنذاك العراق عراقا عربيا ،وكانت ليبيا بسيادتها،وكانت مصرمطمئنة،هادئة،مستقرة إقتصاديا.،وكانت سوريا كذلك تكتم جراحاتها في صمت.أنذاك كانت دول الخليج بمقدورها إرصاء عدالة إجتماعية،وتطوير قدراتها صناعيا وتكنلوجيا،ومساعدة الشعوب العربية للتخلص من براثين الجهل والفقر،ولم شمل الأمة كلها لما فيه صالحها..إن دول الخليج ضنت أن أوراق تأمينها لن تتسنى إلا بإرضاء الغرب،والتأثير في السياسات العربية سلبا لصالح الغرب وخصوصا أمريكا.في هذا الوقت بالذات كانت إيران معزولة ومشلولة عن الحركة أمام قوة العراق،وكانت أمريكا على الأقل تستشف نوايا حكام الخليج،وتستشيرهم وتتخوف من تبعات قراراتهم على الإقتصاد العالمي،لأنهم هم أصحاب البترول والمال.نعم لقد إستمر هذا العطاء الإلاهي لعقود دون أن يلتفت حكام الخليج لإستثماره سياسيا ولا إقتصاديا ،بل كانوا يتهافتون بصفة منفردة على البيت الأبيض للتقرب من الحليف الماكرأو الخيالي ،ذاك الثعلب الدي لا يفوت فرصة للإقتناص في الوقت الذي كان بمقدور هته الدول قلب موازين القوة لصالحها بما تمتلكه من مال…لكن اليوم بعد حرب العراق وبعد ثورات الشعوب العربية ،إستطاعت إيران أن تتسلل بذكاء سياسييها ودهائهم.فبعد مفاوضات شاقة بين أمريكا وإيران على ملف بترول العراق لكن بعنوان –الملف النووي–وجيئ بأتباع إيران الى السلطة ومنحت لهم حرية الإنتقام والتنكيل بكل ماهو وطني في العراق مقابل تقسيم كعكة بترول العراق، شعب يجوع ويشرد ويقتل وكلنا ننظر …واليوم مع الأسف ذاك البترول العربي الذي كان نقمة على الشعوب العربية منذ تاريخه،أصبح اليوم يحاصر دول الخليج ويقتلها لأن أمريكا أصبحت تحصل عليه بطريقة سهلة لا تخضع لتغيير سياسة من سياساتها،ومع دخول ليبيا صراع الأحبة ستحاول دول الغرب إيفاد من سيوفر لها قسمتها من كعكة هذا البلد.إن مصر الجريحة أصبحت كالأرملة التي تحتاج الى معيل بعدما كانت مستقرة إقتصاديا وأمنيا،وبالطبع من الطبيعي أن ينظر حكام مصر إلى مصالحهم والسعي إلى التدخل مرة في الشأن الليبي ومرة باتزاز دول الخليج مؤمنين أن مصر لازالت أم الدنيا وفي الواقع ضعف الطالب والمطلوب…إن صراع ليبيا مشكلة كبيرة لنا نحن في المغرب العربي وقد يهدد دولنا مباشرة ،لأن الحركات الإرهابية لها نفس هدف مافيا الحروب ….من جني للمال لكن في المقابل سوف تخلط أوراقا كثيرة في المنطقة،وهذا ما يحتم على مصر ودول المغرب العربي إجتياز نزاعاتهم والسعي بكل جدية لوقف مخطط تدمير كل الأمة .إن الثورات العربية لم تكن ذات أفق سياسي محدود لتنال شعوبها شيئا فشيئا حقوقها دون هدم الأوطان،بل كانت كل الأصوات تتعالى وكثر صراخها وتجاوزت الحدود المسموح بها دوليا وبالتالي قمعت،وأعطت جوابا شافيا للغرب على أننا نختلف كثيرا مع شعوبها في المنطق،وبالتالي أننا شعوب تتفاعل مع كل الأحداث لكن دون تحليل…..إن نجاح تركيا في هته الإنتخابات قد يكون بادرة إجابية لدول الخليج إن هي استثمرته لصالحها لما لها اليوم من مواقف تتطابق مع جل الشعوب العربية رغم أن مصر تعترض على هذا لكن إصطفاف مصر مع إيران اليوم أعده أكبر خطأ سياسي لأن إيران لها شيطانة سياسية لا تحددها ضوابط دينية ولا عرقية مع العرب..إن مصر أريد لها أن تقزم لكن مازالت قادرة على النهوض إن أحسنت التخطيط وتكاثفت مع الأمة العربية لترجع إسمها مصر -أم الدنيا-