تاوريرت بريس :
سيقدم المغرب الذي يتولى منذ ماي الماضي الرئاسة الدورية للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، بمناسبة الاجتماع الذي سيترأسه، الثلاثاء بستراسبورغ، الى جانب مجموعة أوروميد للبرلمان الأوروبي، قائمة أولوياته وبرنامج عمل الرئاسة.
وكشريك محوري في مسلسل برشلونة، وبالنظر الى تجربته الطويلة في تدبير الأزمات الاقليمية خصوصا بالفضاء المتوسطي، فإن المغرب مستعد لتقديم خارطة طريق طموحة كفيلة بإعطاء دفعة جديدة لعمل الجمعية البرلمانية والدفع بالحوار الأورومتوسطي.
وسيقود الوفد المغربي خلال الاجتماع السيد رشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس المستشارين الذي يتولى الرئاسة الدورية للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط.
وبالنظر الى التطورات الأخيرة التي تعرفها المنطقة المتوسطية، فإن المغرب، الشريك المتين وذا المصداقية لسياسة الجوار الأوروبية، سيعرف كيف يضفي دينامية جديدة على عمل الجمعية البرلمانية الأورومتوسطية. فالشراكة القائمة بين المؤسسات البرلمانية لدى الطرفين تتطابق، في مختلف أبعادها ومجالات عملها، مع مشروع المجتمع الديموقراطي الحداثي الذي يوطده المغرب بعزم تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وينتظر أن يمنح المغرب، كقاطرة أساسية للتعاون جنوب- جنوب، هذه الرئاسة امتدادا افريقيا ويشكل بالتالي جسرا بين أوروبا والفضاء المتوسطي وافريقيا. ومن شأن هذا التقارب أن يعزز دينامية الشراكة بين القارتين واستشراف فضاء مشترك للتفكير والتنسيق من أجل إيجاد حلول ناجعة للمشاكل والانشغالات المشتركة.
ويجدر التذكير بأن المغرب يتولى رئاسة الاتحاد البرلماني الافريقي، منذ نونبر 2014. وتنخرط حركة المغرب في هذا السياق ضمن مقاربة إدماجية تروم تثمين قوى ومزايا قارة بكاملها. وبالنسبة لجيل بارنيو، رئيس مجموعة الصداقة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، بالبرلمان الاوروبي، فإن الرئاسة المغربية للاتحاد البرلماني الافريقي ينتظر أن تشكل واجهة لبناء قنوات صلبة بين أوروبا وافريقيا.
وقد أعرب جيل بارنيو عن أمله في أن يتخذ الحوار الأورومتوسطي انطلاقة جديدة بفضل الرئاسة المغربية للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، ويدشن التفافا حول القضايا الحيوية التي تهم اليوم الفضاء الأورومتوسطي، وخصوصا الأمن والهجرة والبيئة والتعاون الاقتصادي.
وقال ان المغرب يعد أحد البلدان الرائدة في مجال الطاقات المتجددة التي يمكن لأوروبا أن تبني معها شراكات تمكنها من تلبية جزء مهم من حاجياتها الطاقية. وأضاف أن المغرب بامكانه تطوير علاقات تكاملية وتقديم اقتراحات هامة، خصوصا عشية انعقاد المؤتمر العالمي حول المناخ الذي سينظم نهاية نونبر القادم بباريس.
ويشكل البرنامج والأولويات المعتمدة من قبل المغرب خارطة طريق متجهة الى مستقبل شعوب الفضاء الأورومتوسطي، وتتجاوز بالتالي انشغالات اللحظة الراهنة المرتبطة بحركة الأشخاص والأمن.
وعلى ضوء التطورات السياسية والتحديات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي تفرض نفسها على المنطقة، سيرفع المغرب لواء رؤية جديدة للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط تتطلع الى شراكة متجددة بين الشمال والجنوب.