بكل حيادية وموضوعية تتبعنا أطوار الحملة الانتخابية وحضرنا المهرجانات الخطابية لكل حزب على مدى الأيام العشر الماضية وأردنا قبل موعد الانتخابات أن نقيم نشاط المترشحين وبرامج الأحزاب وخلصنا إلى قناعتنا التالية
من حيث برامج الأحزاب
تبدو مشاركة هذه الاحزاب على مستوى مدينة تاوريرت في العملية الانتخابية دون برامج لعدة اعتبارات منها اعتماد المترشحين آليات وطرق خاصة لإقناع منتخبيهم كاستعمال المال الحرام والإطعام السياسي وشراء الذمم والتحيز القبلي والعائلي كل هذه الوسائل قد تغني الأحزاب عن تقديم برامجها التي قلما تلفت انتباه الناخب لأسباب عدة مكتفية بترديد الشعارات الجوفاء وتوزيع منشورات تتضمن السير الذاتية لبعض المترشحين كل ذلك قلما يجدي نفعا وسط المجتمع التاوريرتي .
أما بالنسبة للمترشحين باسم أي حزب فهم أنفسهم غير مقتنعين من برامجه كل ما يهمهم في الامر هو الحصول على التزكية من اجل الترشح بالنسبة لمجالس الجماعات القروية ومن طرائف ما حصل ان احد المترشحين بجماعة سيدي لحسن كما سبق الاشارة اليه انه استطاع حجز سبع تزكيات في دائرة انتخابية واحدة ذلك من اجل قطع الطريق على منافسيه ان دل ذلك على شيئ انما يدل على انعدام النزاهة والمصداقية والموضوعية التي تتسم بها احزابنا الوطنية
واما على المستوى الحضري فقد كان الصراع على اشده من اجل الرتب الاولى على اللائحة والتي لم تمنح بالمجان احيانا بغض النظر عن شخصية المترشح ان دل ذلك على شيئ انما يدل على ان العملية الانتخابية بدات مشوبة بالفساد على مستوى كل الاطراف فان كانت الحملة الانتخابية قد كشفت عن بعضه فان نتائج العملية ستكشف عن بعضه الاخر وما تبقى ستعريه تشكيلة المكاتب التي ولا شك ستشهد متاجرة على مستوى النخبة المنتخبة ثم تنتهي المعركة بانتصار {الديموقراطية )
أما بالنسبة للمنتخبين إلى حد ما قد ركز المترشحون عامة على سكان الضفة الجنوبية للمدينة التي تحتوي على ساكنة عريضة بالأحياء الشعبية ويراهنون بالاساس على العنصر النسوي في حين تبدو الضفة الشمالية هادئة الى حد ما كانها غير متحمسة للمشاركة .
على العموم ظاهريا ومن خلال المسيرات والتجمعات يبدو حزب الجرار في المقدمة ويليه حزب الحصان وكلاهما متحالفان وسيشكلان الأغلبية على المستوى المحلي والإقليمي ويليهما حزب السنبلة والحمامة ثم حزب الميزان وآخرون هذا ما استنتجناه من الحملة الانتخابية على مدى العشرة أيام الماضية لكن ما قد تأتي به الباقية ربما يعكس الصورة إلا أن يوم الجمعة رابع شتنبر قد يكون حاسما وسيضع حدا لكل التكهنات التي تجمع على استبعاد عنصر المفاجأة او أي تغيير ممكن على المستوى المحلي والاقليمي في الوقت الراهن .