معانات أفراد جاليتنا في نقط العبور

تاوريرت بريس :

مازال معظم أفراد جاليتنا محاصرين في مدينة الميريا الاسبانية لأسباب مجتمعة تتجلى في قلة أو عدم وجود بواخر تقلهم إلى ميناء الناضور أو في عدم إقبال أفراد الجالية على اقتناء تذاكرهم على هذا الخط لارتفاع أسعارها الذي يضاعف نظيرتها أكثر من ضعفين على متن البواخر الاسبانية عبر ميناء مليلية عمل يوحي بنوع من الابتزاز والمتاجرة بمعانات أفراد جاليتنا الشيء الذي زاد من تذمرها وسخطها وضاعف من معاناتها في معبر بني أنصار الذي أصبح الاكتظاظ يفوق العادة ويتجاوز الانتظار فيه مدة أكثر من أربع ساعات باتت خلالها الأسر وأطفالها تكتوي من شدة الحر داخل السيارات المتوقفة في طوابير على مسافة عدة كيلومترات من باب ميناء مليلية إلى باب النقطة الحدودية بني أنصار وبباب هذا المعبر حاولنا استطلاع رأي بعضهم الذين لم يخفوا تذمرهم وسخطهم على الوضع المتردي في حين اكتفى الآخرون بلفت انتباهنا إلى إحدى السيارات كنا نرى الناس يهرعون نحوها وبأيدهم قوارير الماء وما حسبناها إلا نارا جاءوا لإخمادها فإذا هي حالة إعياء نتج عنه انهيار عصبي وإغماء أفراد أسرة بكاملها وقد تعذر علينا نقل الصور المذهلة لهذه الحالة نزولا عند رغبة رب الأسرة الذي كان في حالة هلع جعلته يتردد في متابعة طريقه أو إتمام ما تبقى من ليله على حاله في هذا الشارع إلى أن تشرق الشمس ويفعل الله به ما يريد