بقلم : الخضير قدوري
من كان يعبد هبلا فان هبل قد رحل وما بقي منه في المربض سوى روائح منتنة بدأت تزكم أنوف الساكنة تنبعث من غرب المدينة تاوريرت ولا يتعلق الأمر بمحطة معالجة المياه العادمة وإنما من دونها وبالضبط مركز عاصمة الإقليم
وليس ثم من دخان يتصاعد دون نار ذلك ما أفادنا به احد المتتبعين للشأن المحلي حول خلفيات المطاردة والصراع القائم بين شخصين قد استعمل فيه السلاح الناري يوم الأحد 2 من الجاري حوالي الساعة العاشرة صباحا على الطريق المؤدية إلى سد الحسن الثاني كما سبق الإشارة إليه سابقا
ويتعلق الأمر بمعاملة أو صفقة مبرمة بين الطرفين بمباركة مسئول سابق لم يوف بتسوية ملفها أو لم تسمح له الظروف بذلك لضيقها مما حدا بأحد الطرفين مطالبة الأخر باعتباره الوسيط بالثمن المدفوع من اجل إتمام الإجراءات المتعلقة بالموضوع ولم يكن سوى قطعة أرضية في أية جهة من جهات المدينة المعروفة بتكالب جبابرتها حول الأرض وليس غيرها هذا وما زالت الأيام ستبدي إلينا العجائب والغرائب وتكشف إلينا الظروف مزيدا من الفضائح التي يتورط فيها أناس من العيارات الثقيلة
فان كانت أعين الرقابة مازالت تتغافل وتتغاضى عن الظاهرة ولم تستطيع مد يدها إلى فتح هذه الملفات الحارقة التي تحول دونها واقيات سميكة قد تتزود هي الأخرى من طاقتها وتستمد المناعة من قوتها مازال إقليم تاوريرت يعتبر منجما ذهبيا بل مخزونا للعملة الوطنية قد لا يصل إليه إلا ذو حظ عظيم ومن حباه الله أو استطاع الحصول على خلو الرجل بأي ثمن ليصبح بعد أيام معدودة من عداد الأثرياء المقربين والأعيان والوجهاء المتميزين ممن نجدهم اليوم كالأمس يتسارعون ويتدافعون نحو باب أي مسئول بيده الحل والعقد ويتمسحون ببطانته السيئة التي تدله على الشر وتعينه عليه
إلا أن يكون من المتعففين المعتصمين بحبل الله والمتقين الذين يؤمنون بان دوام الحال من المحال وكل مكتسب من حلال أو من حرام هو إلى زوال ولا يدوم إلا وجه ربهم ذو الإكرام والجلال