تاوريرت بريس :
يقول الله تعالى في محكم تنزيله بعد أعوذ به من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
” واذا اردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا ” النحل ..وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون” الأنعام
بعيدا عن معنى الآيتين وأسباب نزولهما ولكن ما نريد من استدراجهما سوى الاستشهاد بكيفية التعامل مع الحدث والعمل بهما تحاشيا الوقوع في الخطأ وإصابة أقوام بجهالة تفاديا لكل هذه الأشياء ولئلا نتهم بالظلم والتحيز لأي طرف ومن طبعنا أيضا عدم التسرع بالمبادرات عملا بالشطر الثاني من البيت في لامية الصفدي قوله “ولا تسرع ببادرة يوما إلى رجل ” دون أن استشعر الحلم في كل الأمور كما يرغب شاعرنا في شطر لاميته الأول ولا أن أكون حليما في التعاطي مع هذا المقال في مثل هذه الحالة وان كان المتحدث عنه بالفعل لأخلاق له فانا لا أريد أن أكون صما ولا احسبه بكما كما لا أريد أن ادرأ الأحكام بالشبهات الكثيرة التي جعلتني اتانى وأتمهل وفق الآية إلى أن يحق القول فيحق فعل الكشف عن فضائحه وبعض المسئولين المتعاطفين والمتعاونين معه بغض النظر عن سرائرهم ولكن بعدما تتوفر لدينا الحجج والبراهين إنما ليس خوفا من سلطة المتحدث عنهم سابقا أو لاحقا كما يقول بعض المدافعين عنهم وان كنا لا ننكر قولهم ونحن في موقف ضعف لا نتجاهل مكرهم ونتوقع انتقامهم في أية لحظة قد تمكنهم من استعمال كل ما يتوفرون عليه من سلطة وسلطان وتسخير كل الأدوات والآليات وقد استعملت بالفعل ومكروا مكرهم ومكروا الله ولكن حينما استنفذوا وسائلهم الجهنمية وأدواتهم الشريرة وفقدوا سلطة المكر وسلطان الانتقام يبقى الله خير الماكرين ثم تنتصر العزة بالقهار فوق العباد
لم يبق اليوم في وسع الضحايا والمستضعفين إلا الجهر بالحمد والثناء على الله وهو عالم الغيب والمطلع على السرائر ومن ثم العمل على تعرية المتجبرين من جبروتهم وفضح مشاركيهم من أكابر المجرمين والمساعدين له أمام الملا ونشر غسيلهم جميعا على حبال العامة وعلى أرصفة المارة ليعلم العبيد والمتملقون أن من كان يعبد هبلا فان هبل لم يبق وقد رحل ومن كان يعبد الله فان الله باقي وما يزال
قد لا يخفى على احدنا تجبر بعض رجال السلطة إلا من قد أشبعه الله بالورع وأثقل ميزان قوته بالإيمان واخضع جبروته لله الواحد القهار ومن يعلم أن ما حباه الله به من سلطة وتمكين في الأرض ما هو في الحقيقة سوى ابتلاء وامتحان وإنما هي مسئولية وأمانة قبل كل شيء ووزر ثقيل قد أبت الأرض والجبال أن يحملنه وحمله هو كانسان لو لم يكن ظلوما لنفسه جهولا لحكم ربه ولكن أكثرهم لا يعقلون وكأن من بعثهم صاحب الجلالة كخلفاء له في هذه البلدة بعد أن أوصاهم بأهلها خيرا وحثهم على إصلاح مفاسدها والضرب على أيد مفسديها وحماية حقوق ومصالح رعاياه وإنما بعثهم بالصولة والصولجان كملوك عليها لتأديب رعاياه والتحكم في رقابهم باعتبارهم قطيعا لهم أن يجزوا صوفه ويشربوا حليبه ويأكلوا لحمه وهم غير مسئولين عن الرعاية والحفظ والصيانة والخدمة
فان كانوا كذلك فنحن على نقيضهم نقدر ثقل المسئولية الملقاة على كاهلنا كمثقفين وإعلاميين وواجبنا يحتم علينا أن نكون أوفياء لرسالتنا وان نقول الحق ولو كان علينا مرا كما يجب أن نكون منصفين لكل من يعمل مثقال ذرة من خير ولمن يعمل مثقال ذرة من شر اجل كذلك رحل العامل رقم “3” عن إقليم تاوريرت كما رحل عنه من قبل سابقوه وكثير ممن توافدوا على هذه المدينة في مستواهم قد تطرقنا إلى مناقبهم وما تركوه من بصمات عليها ومن ذكريات موشومة على ذاكرة سكانها منقوشة على صفحات تاريخها بحروف من نار أو نور وبكل موضوعية وأمانة كذلك سنتطرق إلى مناقبه وسنكشف قدر المستطاع عن بعض محاسنه إن كان محسنا ومساوئه إن كان مسيئا وسنشرك العامة في شهادة الحق له أو عليه ونترك الكلمة الأخيرة للتاريخ له أن يدنيه أو يخزيه