مراكش /المغرب: سعيد العيدي
احتضنت مدينة مراكش الحمراء الدورة 31 لمؤتمر الجمعية الفرنسية للتسويق الحديث” afm” تحت شعار “التسويق الحديث للخدمات و الإبداع ” بقصر المؤتمرات رياض موكادور أكدال, وذلك في إطار الأنشطة العلمية المقدمة من طرف مختبر البحث العلمي “الكلمات” التابع لكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة القاضي عياض بشراكة مع المدرسة العليا للتدبير مراكش “HEM” .
انعقدت هذه التظاهرة العلمية المتميزة ما بين 20 و22 مايو الجاري , حيث شهدت حضور400 شخصية وطنية و دولية بارزة و نافدة في مجال البحث العلمي و السياحة من بينهم أساتذة وباحثين ورجال أعمال.
ولتسليط الدور أكثر على أشغال المؤتمر كان لنا لقاء ببعض السادة الأساتذة الفاعلين في المجال وأعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر نستهلها بتصريح الدكتور محمد العربي سيدمو مدير مختبر البحث العلمي “الكلمات” التابع لجامعة القاضي عياض، الذي بين فيه أن مراكش تنفرد بتنظيم فعاليات هذا الملتقى,حيث إنه وللأول مرة يقام خارج التراب الفرنسي. حيث وقع الاختيار على المدينة الحمراء لحمل شرف احتضان الدورة 31 لهذا المؤتمر’وذلك نتيجة لمجموعة من الأسباب,نذكر منها أن مراكش تعد وجهة عالمية خصبة لتنظيم مثل هذه التظاهرات لما تتمتع به هذه المدينة من خبرة و تجربة عريقة في هذا المجال حيث شهدت تنظيم عدد كبير من الندوات و الملتقيات الوطنية و الدولية,دون أن ننسى الدور الريادي الذي تضطلع به جامعة القاضي عياض في استقطاب مثل هذه الندوات , وذلك راجع بشكل أساسي للسمعة الاحترام الذين تحظى بهما هذه الجامعة في الأوساط الأكاديمية وطنيا و دوليا.
كما أبرز أهداف هذه الدورة والتي تتمثل بالأساس في إنشاء فضاء للتواصل وتبادل الأعمال العلمية الأكاديمية الصرفة و الإبداعات التي تسهم في تطوير المعارف و المكتسبات العلمية لمنظومتنا في مختلف المستويات النظرية و التصورية أو التطبيقية في حقل التسويق الحديث للخدمات و الإبداع.كما تهدف أيضا إلى تعظيم الصورة الذهنية لمدينة مراكش و لجامعة القاضي عياض على المستوين الوطني والدولي.
كما شهد هذا الملتقى تنظيم طاولة مستديرة والتي جمعت عددا من الباحثين و الأساتذة لمناقشة مجموعة من المواضيع العلمية خصوصا منها المتعلقة بالوجهة السياحية العالمية المتمثلة في مدينة مراكش . وفي هذا الصدد تم التركيز على النتائج التي توصلت إليها مجموعة من الأطروحات في مجالي سلوكيات السياح L-QUALIMAT الدكتوراه والإنتاجات الأكاديمية المنجزة داخل مختبر عند اقتناء خدمات الضيافة, والتسويق الالكتروني لهذه الخدمات.
أضف إلى ذلك أنه تم استحضار هذه النتائج من أجل العمل على تدارس امكانيات إدماجها داخل مشاريع عملية قصد وضع إستراتيجية واضحة المعالم لتمكين الوجهة السياحية لمدينة مراكش من الارتقاء إلى المراتب المتقدمة عالميا وترسيخ مكانتها في الساحة السياحية العالمية كوجهة دولية ذائعة الصيت, عالية التنافسية .
وفي ضوء هذه الرؤية,تجدر الإشارة إلى أن استضافة ملتقيات بهذا الثقل و هذه الأهمية من شأنه أن يعزز مكانة العلامة التجارية لمراكش إقليميا ودوليا,هذا من جهة ,و من جهة أخرى فإن اختيار مراكش من طرف المنظمين لاستضافة فعاليات هذا الملتقى ليس من قبيل الصدفة وإنما هو اعتراف ضمني بالأشواط والجهود التي بذلت في المجال العلمي و السياحي بالمدينة الحمراء.
أما تصريح الأستاذ بن حيون المدني عضو بمختبر البحث العلمي “الكلمات” التابع لكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة القاضي عياض مراكش أبرز من خلاله انه تفعيلا للشراكة القائمة بين هذا المختبر والجمعية الفرنسية للتسويق الحديث ” afm” حيث مثل المختبر والجامعة الأستاذ بن حيون رفقة الأستاذ بن موسى خلال زيارة عمل إلى مدينة مونبوليي بفرنسا والتقيا ممثلين عن الجمعية الفرنسية للتسويق في شخص رئيسها بيير بول ” pierre volle” ونائبته خلال شهر ماي من السنة الماضية ، وقد قدم الوفد المغربي ملفا متكاملا يظم معطيات وصور وكل ما من شأنه أن يضع لمراكش شرف احتضان الدورة 31 لمؤتمر الجمعية الفرنسية للتسويق الحديث، حيث وبعد لقاء مطول دام ساعات وبعد نقاش عميق وطويل استطاع خلاله ممثلي مختبر” الكلمات” إقناع المسؤولين عن الجمعية الفرنسية بإمكانية احتضان مراكش لهذا المؤتمر الدولي، وفي هذا السياق جاء احتضان المدينة الحمراء لهذه المناسبة الدولية والتي حضر فيها خبراء دوليون وجامعيون ومهتمون بالتسويق الحديث، كما ستشكل التوصيات المنبثقة عن المؤتمر أرضية أبحاث ولقاءات سيعقدها مختبر كلمات مستقبلا.
أما تصريح الدكتور محمد بن موسى أستاذ باحث بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة القاضي عياض مراكش وعضو فاعل بمختبر البحث العلمي “الكلمات” بين أن هذه التظاهرة التي تدخل ضمن انفتاح الجامعة على محيطها السوسيو اقتصادي والمهني والتي تتماشى مع الأهداف المبنية على النجاعة والمردودية في إدارة المقاولات، كما أن هذه الدورة التي ساهم فيها أكثر من 400 باحث من مختلف الجامعات والمدارس العليا الفرنسية والدولية بشكل عام تناولت بالدرس والتحليل عدد من المواضيع الجديدة في التسويق الحديث وكذلك في تطبيقاتها القطاعية، تم ان اختيار موضوع هذه السنة “التسويق الحديث للخدمات و الإبداع ” نابع من احتياجات جهة مراكش تانسيفت الحوز وتطور البحث العلمي في التسويق الحديث لأن اقتصاد الجهة يعتمد أساسا على قطاع الخدمات خاصة السياحة، الصناعة التقليدية، أما الفلاحة والصيد البحري فهما قطاعات ثانوية بالنسبة للجهة، لذا تقرر أن يكون موضوع هذه الدورة حول “التسويق الحديث للخدمات و الإبداع ” مع اشتغالنا على أربع محاور أساسية وهي تسويق المواد الثقافية تم التسويق الحديث في مجالات الصحة والسياحة والاتصالات اللاسلكية والتوزيع مع مائدتين مستديرتين همت دور الإشهار ودور العلامة التجارية والخدمات البنكية، تم أن الهدف من انعقاد هذه الدورات في مراكش يمكن من تطوير الشراكات بين جامعة القاضي عياض والجمعية الفرنسية للتسويق الحديث، حيث وللتعرف أكثر عن الجمعية ابرز الدكتور بن موسى كون أنها جمعية تأسست سنة 1984 بفرنسا بمساعدة مؤسسة ” la fnége” المؤسسة الوطنية لتعليم التدبير وتسيير المقاولات وفي سنة 1986 أسست الجمعية مجلة الأبحاث والتطبيقات في التسويق الحديث التي تظم 800 مشارك، حيث في سنة 1985 نظمت هذه الجمعية أول تظاهرة دولية في التسويق الحديث بمشاركة 400 أستاذ باحث في هذا المجال، ومنذ تلك السنة وهي تنظم سنويا هذه التظاهرة وفي سنة 1993 أسست مجلة اتخاد القرار في ميدان التسويق الحديث والتي تظم اليوم أكثر من 700 منخرط، وفي سنة 1996 أسست الجمعية “l’afm” نظاما معلوماتيا حول الأطروحات التي نوقشت أو بطرح المناقشة في ميدان التسويق الحديث ومنذ ذلك الحين أسست جائزة أحسن أطروحة في التسويق الحديث بمشاركة المؤسسة الوطنية لتعليم التدبير وتسيير المقاولات، ومنذ سنة 1997 خلقت جائزة أحسن أطروحة في التسويق الحديث، تم أنه منذ سنة 2004 تنظم الجمعية الفرنسية للتسويق الحديث ” l’afm ” ندوات علمية لصالح طلبة الدكتوراه في التسويق الحديث هذا كما خلقت الجمعية عدة روابط مع جمعيات أوروبية مهتمة بالتسويق.
ومن جانب آخر صرح لنا الدكتور وحي الحسين أستاذ بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة القاضي عياض مراكش وعضو بمختبر البحث العلمي “الكلمات” بتصريح أبرز فيه أن الملتقى ناقش عدة محاور أساسية أهمها محور استراتيجيات التوزيع المندمج وهدف هذا المحور تجلى في مناقشة المستجدات الحديثة المبتكرة والتي تعنى بالتوزيع المندمج عندما يتم اختيار المنتوج عبر الأنترنيت تم يذهب الزبون نحو المحلات التجارية لشراءه واستكمال الإجراءات الأخرى من مسلسل الاقتناء، أما المحور الثاني ثناول أهمية تجربة الزبون في الاقتناء وكذلك المقاولة في التعامل مع الزبناء وتراكم هذه التجارب وهناك محور ثالث ناقش أهمية تسويق المنتجات الفلاحية والمنتوجات الطبيعية نظرا لخوصياتها تم هناك محور تدبير الماركات وأسمائها والعراقيل التي تعترض التمويل من مجال إنتاجي إلى آخر وكذا التقنيات الحديثة للبيع وتحقيق الأهداف الكبرى للمقاولة بين النظري والواقع، أضف إلى ذلك أنه كانت هناك مائدة مستديرة حول موضوع” تسويق الوجهة السياحية نموذج مراكش عبر العالم” تم مناقشة المؤترات السلبية والإيجابية على اختيار السائح لوجهته قبل اتخاذ القرار النهائي خصوصا عبر الشبكة العنكبوتية والاجتماعية تم تسويق الأنشطة الثقافية والمجالية والتسويق الصحي، وتسويق نقطة البيع، والعلاقة مع الزبون تم الشبكات الاجتماعية والماركات وأخيرا تسويق المنتوجات المرتبطة بالانترنيت.
أما آخر تصريح استقيناه من عين المكان بالمؤتمر كان للدكتور منعم الحسين أستاذ بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة القاضي عياض مراكش بين فيه انه قبل الحديث عن التسويق يتوجب بالضرورة الحديث عن مجالات أخرى وعدد من الإمكانيات والوسائل والتقنيات التي من شأنها أن تفرز تسويق ناجحا وذا مردودية وفعالية وهنا يلعب التواصل وتقنياته دورا مهما في هذا الصدد فلا يمكن تحقيق تسويق جيد دون امتلاك خبرة وسائل هذا القطاع الهام إضافة إلى أن المقاربة الجديدة في مجال التواصل تؤكد على أن الفعالية والتشاركية كلها ركائز أساسية لتحقيق تسويق بمعايير وجودة عالمية من شأنه تحقيق المنافسة وبالتالي تحقيق التنمية المستدامة ويقتضي هذا الأمر تدخل وتكامل جهود الفاعلين من أكاديميين وفاعلين سياسين وعاملين في مجال الإعلام والاتصال وغيرهم من مكونات النخبة المغربية ضمانا لبناء نموذج تسويقي تنافسي أساسه الجودة والاستمرارية والإنتاجية.
ولعل من السياقات التي ساهمت في انعقاد المؤتمر بمراكش تبرز في تسارع الأحداث على المستوى العالمي في مجال التسويق الذي أصبح يأخد أبعاد كبرى تتجاوز المقاربة الاقتصادية لتصل إلى التسويق اللوجيستيكي والمجالي والخدماتي حيث أن عدد من الدول صارت تقوم بتسويق مناخها وإمكانياتها الطبيعية ولا أذل على ذلك أن مراكش وجهة إستقطاب لملايين السياح لدرجة صارت تحتل الرتبة الأولى عالميا، وهذا ماكان ليتحقق لولا الرؤية والسياسة التسويقية للمجال وماتزخر به المدينة، زد على ذلك أن عدد من المؤسسات التي تستثمر في المجال الصحي على المستوى الدولي قررت بناء مستشفيات خاصة بالمدينة الحمراء وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مدى نجاعة السياسة التسويقية وجودة الخدمات المقدمة ونجاعة الامكانيات اللوجيستيكية والبشرية.
تم ان المؤتمر هو فرصة لمعرفة ومواكبة آخر مستجدات البحث العلمي والأكاديمي والمؤسساتي في مجال التسويق على المستوى الدولي ومحطة أساسية لتلاقح المعارف والأطروحات العلمية في هذا المجال من خلال إغناء النقاش المجتمعي الذي سار عليه المغرب الحديث.
وتجدر الإشارة في الأخير أنه تم تجديد ولاية الرئيس الحالي للجمعية الفرنسية للتسويق بيير بول ” pierre volle” لولاية ثانية بقصر المؤتمرات التابع لرياض موكادور أكدال بمراكش خلال جمع عام للجمعية، كما تم تنظيم معرضا لكتب التسويق ببهو قصر المؤتمرات ضم عرض العديد من الكتب القيمة والجديدة في عالم التسويق وأسدل الستار على أشغال الدورة الواحدة والثلاثون على أمل أن تجرى الدورة 14 منتصف شهر مايو 2016 بفرنسا.