الطريقة الصوفية العلوية المغربية:
أحيت الطريقة الصوفية العلوية المغربية يوم السبت 27 رجب 1436 هـ الموافق 16 ماي 2015م بعد صلاة العصر ، احتفالها السنوي بمناسبة ذكرى الإسراء و المعراج بزاويتها الكائنة ببرج مولاي عمر بمدينة مكناس ،بحضور عدد كبير من منتسيبها و مريديها و كذلك عدد كبير من شيوخ و مريدي الطرق و الزوايا الصوفية الأخرى بالمملكة و محبي آل بيت رسول الله.
و نظم حفل هذه السنة تحت شعار ” معراج الرحمة “.
و بخصوص اختيار هذا الشعار، أوضح الناطق الرسمي للطريقة الصوفية العلوية المغربية، السيد رضوان ياسين ، إن معجزة إسراء و معراج رسول الرحمة سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم مليئة بالمعاني و العبر و تحمل في طيتها الكثير من الفضائل و النعم. ومن هذه النعم فريضة الصلاة التي خص الله بها أمة رسوله حيث فرضها في السماء من أجل خلق صلة دائمة بين العبد المؤمن و ربه من أجل مناجاتة و طلب رحمته. قال الله تعالى في سورة الأنعام، الآية 54 ” وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ”. وهي كذلك مناسبة لتذكير شباب اليوم و الناشئة أن أسس الشريعة مبنية علي خاصية الرحمة و التيسير.
وفي نفس السياق، أكد المسؤول عن زاوية الطريقة الصوفية العلوية المغربية بمدينة مكناس السيد الحاج المصطفى مفليح ” أن إحياء ذكرى الإسراء و المعراج هو مناسبة لإظهار عظمة هذه المعجزة التي أتى بها سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و خاصية الرحمة التي تميزت بها الرسالة المحمدية “.
و قد انطلق الحفل بعد صلاة العصر، بتلاوة سورة الواقعة جماعة و بعد ذلك قراءة الورد العام للطريقة (الوظيفة) وسند الطريقة ثم تلاوة سورة الفتح جماعة.
استمر الحفل بالذكر و السماع و المديح على سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم وتخلله كلمات بالمناسبة و تجويد و تلاوة للقرآن الكريم. وتميز الحفل بمداخلات من طرف ثلة من الأساتذة و العلماء حول هذه الذكرى المباركة السعيدة. و قد أقيمت حضرة ربانية أضفت جو من السكينة و الطمأنينة و السكون على الحفل.
و ألقى شيخ الطريقة الصوفية العلوية المغربية و ممثلها العام بالمملكة فضيلة الشيخ سعيد ياسين كلمة جد مؤثرة تركت صدى جد طيب في الحضور و تمحورت حول تجليات الرحمة في معجزة الإسراء و المعراج و أثرها على العبد ظاهرا و باطنا. و أكد على ضرورة العمل الدائم و المستمر من أجل تذوق معنى هذه الرحمة من أجل الحصول على قسط من الفيوضات الربانية التي خص بها الله عز جل أمة سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم.
و في جو روحاني خشعت فيه القلوب وبعد قراءة دعاء اللطفية، رفعت أكف الضراعة إلى الله عز و جل أن يرزق أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس العز و النصر و التمكين و أن يبارك خطواته الميمونة و أن يديم عليه موفور الصحة و العافية و السعادة و الهناء وأن يحفظ ولي عهده الأمير الجليل مولاي الحسن و يشد أزره بشقيقه الأمير مولاي رشيد و باقي الأسرة الملكية الشريفة. كما رفعت أكف الضراعة إلى الباري تعالى بأن يتغمد برحمته الواسعة جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني. و قد رفعت برقية الولاء و الإخلاص المرفوعة إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
و قد انطلق الحفل بعد صلاة العصر بتلاوة الحزب من القرآن الكريم ثم سورة الواقعة جماعة و بعد ذلك قراءة الورد العام للطريقة (الوظيفة) وسند الطريقة ثم تلاوة سورة الفتح جماعة.
و بعد أداء صلاة المغرب و تلاوة الحزب اليومي من القرآن استمر الحفل بالذكر و السماع و المديح على سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم وتخلله كلمات بالمناسبة و تجويد و تلاوة للقرآن الكريم.
إن الهدف الأسمى للطريقة الصوفية العلوية المغربية من هذا الاحتفالات و الملتقيات هو غرس المحبة في قلب المريد و إذكاء روح العمل و العبادة لدى الفرد، و مواكبته للتطور و المساهمة في تنمية محيطه مع الحفاظ على هويته و الدفاع عن ثوابت الأمة.
و معلوم أن الطريقة الصوفية العلوية المغربية تأسست منذ أكثر من مائة عام و شيخها الحالي و ممثلها العام بالمملكة المغربية الشريفة هو الشيخ الحاج سعيد ياسين و سندها متصل خلفا عن سلف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولها عدة زوايا في مختلف جهات المملكة يسيرها “مقدمين” حيث تقام لقاءات أسبوعية للذكر و الفكر.