بقلم : الخضير قدوري
صدر عن ولاية ادارة الامن قرار توقيف رجل امن فرنسي بمطار “نيسْ كودْ دازِيرْ“ على خلفية ان هذا الاخير قد افشى السلام باللغة العربية الى رفاقه الشيئ الذي استوجب توقيفه دون سابق إنذار وأدى به إلى عرض الأمر على أنظار المحكمة
لاشك ان رجل الامن المذكور قد اخلف امر نابليون حين اوصى احد قواده العسكريين بان لايعتمدوا على استعمال قوة السلاح من اجل خدمة فرنسا ولكن قد يكون تعليم حرف من لغتها اكبر من ذلك وكما نعلم اكثر من غيرنا بحكم اندماجنا مع المجتمع الفرنسي بصفة خاصة والاروبي بصفة عامة ومعايشتنا لهم سنينا طويلة تجعلنا اعرف بطباع جل ابناء هذا الشعب الذين قضو من اعمارهم سنينا غير قليلة في واحدة او عشرات دول الوطن العربي والافريقي ومارسوا فيه اعمالا تجارية او فلاحية او ادارية او عسكرية او غير ذلك مما يحتم عليهم تعلم اللغة العربية من اجل التواصل مع مجتمع لايجدون مندوحة من ذلك لاجل مصالحهم الخاصة او العامة ولما كنا نلتقي بهم في اي مجال بفرنسا او غيرها ومهما كنا نحاول التواصل معهم بلغة فرنسية مرقعة ومكسرة وغير مفهومة حينا وبالاشارات احيانا برغم ذلك فانهم لم يكونوا يرغبون في التجاوب معنا او مساعدتنا وهم يحسنون الكلام والجواب والخطاب بالعربية كمن يقولون لنا انتم في ارضنا من يجب ان تتعلموا لغتنا لانها سلعتنا و بضاعتنا وواجبنا يفرض علينا تسويقها كما يشاء العارض وليس كما يشاء الطالب كذلك الشان بالنسبة للاسبانيين الذين قضى العرب بين ظهرانهم عشرات او مئات السنين ولم يفصلهم على بلدنا سوى امتارا قليلة قد يتقن ابناؤنا المجاورين لحدودها لغتهم كتابة وقراءة وكلاما ولحنا واعرابا وصرفا ربما احسن منهم بكثير في حين لانجد اسبانيا واحدا يولي اهمية للغتنا فيكلف نفسه عناء الاجابة عن سؤالك وبالاحرى ليدلك على الطريق وان كنت تائها الا ان تساله بلغته الاسبانية في حين تجدنا نكلف انفسنا من اجل خدمة هذا الاخير في وطننا وفي ادارتنا ومتاجرنا حتى لو كلفنا الامر استحضار مترجم من اجل ان نقدم له خدمة بالمجان وعسانا نحضى برضا هذا الاجنبي لا اريد ان احيي حمية العصبية او احرك نزعة العنصرية
وان ما أريد أن أقوله لشبابنا أن الاعتزاز باللغة هو اعتزاز بالهوية الوطنية واعتزاز بالشخصية المغربية واعتزاز بالنفس الزكية شيئ جميل ان نتعلم كل لغات العالم وشيئ اجمل ان نخاطب سكان العالم بلغة العالم كمن يتسوق وجيوبه ملانة بعملاته وهو ليس في حاجة الى البحث على صندوق صرف من اجل استبدال عملته بعملة مضيفه واكثر من جميل اننا لا نصاحب مترجما ولا نستأجر محاميا ولكن قبيح بنا ان نتاجر في اسواقنا بعملة غيرنا على حساب عملتنا واقبح منا ان نساوم بضاعة غيرنا على حساب بضاعتنا فنغالي على عزتنا بذلنا وصغرنا لغيرك فاستعمالنا للغة غيرنا في وطنه عز و فخر لنا ولكن استعمالها في وطننا ذل ليس بعده ذلا ولا تحسبن تداول هذه اللغات في اداراتنا ومرافقنا وفي متاجرنا واسواقنا وفي مدراسنا وجامعاتنا لهي احدى مصائبنا التي تؤثر تاثيرا خطيرا على حريتنا واستقلالنا وعلى كل مناحي حياتنا فالاستعمار الثقافي اخطر ما يكون من العسكري والاقتصادي والاجتماعي والسياسي ولا تحسبننا احرارا ونحن مقيدون من السنتنا كما لاتحسبننا مستقلين ونحن خاضعون لاحكام مفروضة لا نخالف عليها ولا تحسبننا ذوو وطنية وقد طمست هويتنا وذبحت وطنيتنا على معالم احفاد الاستعمار واغتيلت شخصيتنا في عقر دارنا فان ضميرنا بات يدعونا لثورة تستلزم مخالفتها لكل ثورات الربيع العربي ولتكون ثورة ثقافية تناهض كل التيارات العاملة على طمس هويتنا وتعمل على اقتلاع جذور الاستعمار من اصولها وتدافع عن اصالتنا العريقة وتناصر لغتنا العربية وتمكنها من مكانها في اداراتنا وداخل بيوتنا وفي شوارعنا ومرافقنا العمومية وعلى وثائقنا الشخصية والعمل بحزم ووفاء وصدق وامانة على الاخذ بثار لغتنا العربية التي تستنهضنا لنصرتها حيث نصرتنا بقولها على لسان احد المخلصين من ابنائها البررة .
حافظ ابراهيم :
أنا البَحرُ في أَحشائِهِ الدُرُّ كامِنٌ
فَهَل سَأَلوا الغَوّاصَ عَن صَدَفات