الطاهر أنسي:
المواطن الذي لا يَهيم بوطنه لا يعرف معنى المواطنة، هكذا نعتقد رغم تعقد الوضعيات التي تعترض سبيل الفرد والجماعة في مسار علاقاته اليومية في الشارع العام، حيث ممارسات تهتز لها الأدبان وتشعرك بأنك غريب عن وطنك، ولست سوى رقما لتمكين الأمن من ضبطك وإرغامك على تأدية واجباتك للمؤسسات.
منذ 4 أيام علق أزيد من 300 مواطن مغربي على متن باخرة (انترشيب) لنقل الركاب من ميناء طنجة نحو الديار الاسبانية، ويوجد من بين الركاب أسر وأطفال ومسنين من مغاربة العالم، وسجلنا تأخير الرحلة 6 ساعات عن رحلة الباخرة ولم يتدخل أي مسؤول لرد الاعتبار لمغاربة العالم، وبالمقابل لم نسجل أي دقيقة تأخير حين عودتنا على متن نفس الباخرة من الديار الاسبانية.
قلنا عن تأخير 6 ساعات بأنه مخالفة وضرب سافر لحقوق المستهلك، ويجب على القطاع المسؤول عن النقل البحري زجر مثل هذه المخالفات وإعادة الاعتبار للمواطن المغربي وتشريع حقه في المتابعة القضائية لمثل هذه الخدمات، ونقول عن احترامه للوقت بأنه احترام للمواطن، وجود قانون، وجود مؤسسات تسهر على حماية المواطنين.
مواطنتنا هي واجبات تامة بحقوق شبه منعدمة والمطالبة بها جنحة موقوفة التنفيذ، ومواطنتهم هي حقوق متوفرة وواجبات يسارعون لتأديتها.
إن إشكالية المواطنة ليست مرتبطة برقعة جغرافية أو لون أو عرق أو دين، بل هي إحساس و ضمير يراقب الانخراط الأخلاقي والالتزام القانوني للقائمين على سير الشؤون العامة، التي تجب أن تعرف توازن سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.