بقلم :قدوري عزالدين
جل مدن المملكة لمست التطور والتغير الذي بدأ يعرفه الوطن في ظل السياسة الإنمائية الكبرى التي وضعت من اجل بناء مغرب الغد مغرب الازدهار . وقد بدأت هده المدن تستفيد من هده السياسة سواء بحصص كبيرة أو صغيرة حسب قوة عزمها وإرادتها للانخراط في هدا التطور وركوب قطار التنمية ، حتى أصبحنا نقرأ في الصحف ونسمع في المذياع ونرى على شاشة التلفاز مشاريع تدشن في تلك المدينة واستثمارات ضخمة تنزل بالأخرى . باستثناء مدينة تاوريرت مدينة الألف علامة تعجب و تعجب و الألف علامة استفهام واستفهام التي لا زالت ثابتة في مكانها ، لم تعرف أدنى تطور كغيرها من مدن المملكة حيث أصبحت عبارة عن مطرح ضخم للمشاكل العويصة التي خلفها أشخاص جشعون تعاقبوا عليها لا يفكرون سوى في مصالحهم الشخصية ، يسمون أنفسهم بهتانا بمدبري الشأن العام .
فكيف يكونون كذلك ونحن نرى جميع شباب المدينة سقطوا ضحايا وفرائس لشبح العطالة والبطالة الذي بات يخيم على المدينة. حملة شواهد يحلمون بالوظيفة تجار ضحايا حريق السوق لا يتوفرون على محلات ولا رأسمال تتقادفهم الأزقة والشوارع دون الحديث عن مشاكل الصحة والبنيات التحتية و الترامي على الملك العام وعزوف أبناء الجالية عن الاستثمار خوفا على أموالهم والعديد من المشاكل التي تتقاطر على هده المدينة يوما بعد يوم .
كل هاته المشاكل قد صنعت من المواطن التاوريرتي مواطن مستسلم يائس فاقد للثقة في مؤسسات المدينة ما دامت عاجزة عن إيجاد حلول مناسبة تكفل حقوقه . وقد شجع هذا الوضع المتردي هؤلاء الجشعين المتكالبين على مدينة تاوريرت على التمادي أكثر في غيهم و جشعهم .
وقد خلفت هذه الصورة القاتمة التي باتت تظهر بها مدينة تاوريرت وسط باقي مدن المملكة استياء وتذمر كبير في صفوف المئات من سكان المدينة عمال وفلاحين ، نساء ورجال ، شيب وشباب .
فأين نحن من حديثه صلى الله عليه وسلم: ” كل المسلم على المسلم حرام.. دمه وماله وعرضه “.
ونحن نرى كيف أن الفقر يرسي دعائمه بهده المدينة والجشع قوى شوكة الطامعين في خيرات تاوريرت فسود قلوبهم وأعمى أبصارهم فلم يعودوا يروا إلا مصالحهم الفردية ومصالح دويهم و من والاهم .
الم يتعظوا بآيات الله في عباده وخلقه أم أنهم يظنون أنهم سيملكون الدنيا وفيها يخلدون .