عادل قرموطي هبة بريس
أن ما يطمح إليه كل إنسان يعيش فوق هذه الأرض، هو تحقيق الأهذاف التي سطرها حتى يتمكن من الإفتخار بنفسه و في بعض الأحيان حتى يرفع علم وطنه في دول أخرى، فعندما نتحدث عن الأخوان حجي و المهدي المنجرة، و هاجر بوساق، و غيرهم كثيرون، يتبادر إلى أذهاننا هؤلاء المغاربة الذين أبدعوا كل في مجال تخصصه، فرفعوا علم وطنهم عاليا، وكذا رؤوس المغاربة بدون إستثناء، بل حتى عندما نعود إلى حياة هؤلاء و سيرتهم نكتف أنهم كانوا منذ البداية مضرب مثل في حسن الأخلاق و التعامل، و مرآة تعكس الطيبوبة و التواضع، هذا فإن أغلبهم ورغم أنهم إستطاعوا أن يحققوا رتبا عالية في مختلف المجالات، إلا أنهم ظلوا متمسكين بعادات و تقاليد أجدادهم، و مخلصين لوطنهم.
لكن وبالحديث عن تلك الشرذمة، التي ترعرعت في القاذورات و مع حثالات المجتمع، فظلت تتسكع في الشوارع بحثا عن قطع الحشيش الذي تدخنة طيلة الليل، لتظل نائمة حتى المغرب، قبل أن تتمكن ن مغادرة التراب الوطني بطريقة أو بأخرى، وأمثالهم كثيرون، “بيتر شمراخ، و ريتشارد و أسامة لخليفي و منتصر الساخي… فهنا لا يتعلق الأمر سوى بهؤلاء الشباب الكسول، الذين كانوا ينتظرون أن تمطر لسماء مطرا، وبعد طول إنتظار، لم يجدوا سوى النظام في المغرب والذي جعلوا منه شمّاعة يعلقون عليها كسلهم و خمولهم، وعدم قدرتهم على العمل بسبب العجز الذي أصابهم من كثرة الإفراط في تناول الحشيش الممزوج بالحناء، والذي جعل من عقولهم مراحيض تفكر عكس عقارب الساعة.
منتصر الساخي، الذي (هذا إن لم نقل التي نظرا لميولاته الجنسية) إستضافه الزميل حكيم بالطيفة، على بلاطو فقرة “وجها لوجه” التي تذاع على فرانس24، لم يستحي عندما وصف النظام في المغرب بالأحمق، مستندا في ذلك على إنسحاب الوفد الرسمي من مظاهرات باريس بسبب رفع صور مسيئة للرسول عليه الصلاة و السلام، حيث أكد أن النظام في المغرب لم يأخد رأي الشعب في موضوع المشاركة في هذه المسيرة، وكذا الإنسحاب منها، قبل أن يخوض في ترهات، لا علاقة لها بالموضوع الذي تم إستدعاؤه لأجله، والتي أظهرت الحقد الدفين الذي يكنه منتصر الساخي، أو “بدوي في باريس”، لبلده، وكيف أن غله الشاغل هو السير على خطى أسلافه الخونة أمثال شمراخ و ريتشارد و غيرهم.
فهل كان منتصر الساخي، يريد من النظام في المغرب، أن ينظم إستفتاء من أجل المشاركة في مسيرة فرنسا، مطالبا الشعب بالتصويت بنعم أم لا، حتى يصبح ديموقراطيا؟ ونحن نعلم أن كبريات الدول الديموقراطية في العالم قد شاركت بوفود رسمية دون إستشارة شعوبها أو مواطنيها، ليعود صاحبنا و ينتقد إنسحاب الوفد من المغربي، في حين أن هذه الخطوة جاءت على خلفية إهانة رسول يقدسه أزيد من ثلاثين مليون مغربي، وهو ما جعل معظم المغاربة يشيدون بهذه الخطوة و يصفونها بالجريئة، ومن يدري فربما البطل الهمام الذي كان يتخابر على حركة عشرين فبراير لصالح مصلحة قسم الشؤون الداخلية مقابل ثمن علبة بيرة و خمسين درهم حشيش؛ كان سيفرح لو أن مزوار حمل لافتة تهين الرسول معتبرا ذلك تحررا و ديموقراطية و شجاعة…
إن الملكية البرلمانية التي يدافع عنها منتصر الساخي، منذ أن كان محسوبا على حركة عشرين فبراير، لا يمكن تطبيقها في دولة منتخبوها لا يعلمون حقوقهم و واجباتهم، زد على ذلك أمية عدد كبير منهم، و تبعيتهم العمياء للأشخاص، وكمثال على ذلك لا بأس أن نعود إلى قضية مركب مولاي عبد الله، وأن نطرح السؤال على “دادا الفاهيم” هل كان سيتم إقالة أوزين لو أننا في دولة تحت حكم ملكية برلمانية؟ ونحن نعلم أن قرارا كهذا من شأنه أن يعصف بالحكومة إذا ما صدر عن رئيسها الذي كان سيجد نفسه مظطرا للسكوت حتى يظل على كرسيه، فقبل الحديث عن ملكية برلمانية يجب التساؤل عن توفر قواعها التي لا يمكن أن تتحقق إلا بمنتخبين مسؤولين، لا يأكلون أموال الشعب بالباطل.
قد يفقد الإنسان صوابه، عندما يجد نفسه منبوذا في وطنه، حيث تم إكتشاف حقيقة شطحاته و سكناته، وحيث علم المواطنين أنه ليس سوى إنسان فاشل، لم يستطع حتى الإعتماد على نفسه من أجل كسب قوت يومه، وهذا ما حدث بالظبط لمجموعة من الأشخاص ومن بينهم منتصر الساخي، الذي لم يعرف طريقا لنفع ذاته التي خربها بالمخدرات، في وقت يدعي فيه الجري وراء مصلحة الوطن، وقد يذهب به خياله الذي يعتبر مسرحا تؤثته المخدرات، إلى حد نعتنا بالعملاء، وما إلى ذلك من التهم التي أصبحت جاهزة تلفيق لأي صحفي يحب وطنه و يخشى عليها من أن تنتهي بين أيدي المتسكعين، غير أن ما يجب أن يعلمه منتصر وأمثاله، هو أن وطننا مقدس، و ديننا مقدس، ولا يحق لأي شخص يفتخر بمنح مؤخرته “أعزكم الله” كي يثبت للغرب أنه من موالي السامية، أن يفتي علينا ماذا نفعل و ماذا لا نفعل.