بقلم : جمال يجو
وقد أكد رئيس الوزراء الجزائري على اتخاذ إجراءات تقشفية صارمة من تفاصيلها إلغاء أي توظيف سنة 2015 ، و وقف كل إعانات الدولة ، باستثناء الاستمرار في تشييد السكن الاجتماعي ، ومن شأن توقيف الدعم المالي في إطار السلم المدني أو ما يكنى بالرشوة المدنية لإسكات الغاضبين ، أن يؤجج الطبقات الاجتماعية الدنيا ، ويحرج الحكام بالجزائر.
وأصيب الجزائريون بالاندهاش و الشرود المصحوب بالقلق والخوف على المستقبل الغامض ، حيث أصبح المواطن يشوف ما يشوف ماذا يقع لبلاده صاحبة 200 مليار أورو احتياط بالعملة الصعبة، وصاحبة الدخل المرتفع ، حيث هرع المسؤولون سابقا لتكديس الأبناك الداخلية والخارجية ، بعيدا عن أية سياسة اقتصادية سليمة ومتكاملة ، كما تفعل السعودية و الإمارات مثلا كمنتجين نفطيين.
بالمقابل تحسن اقتصاد المغرب آنيا مع عدم تحمل عبء موازنة النفط ، و اعتماد الاقتصاد المغربي على عدة موارد غير نفطية من فلاحة و فوسفاط وصيد بحري وسياحة و تصدير واستخلاص لضرائب أموال مهربة قدرت بمليار أورو…
فهل تحقق دعاء الملك محمد السادس في نزول الخير على المغرب ؟ و هل يجبر الجزائريون المستكنفون على فتح الحدود مستقبلا دون شروط ، حتى يضمنوا تخفيفا للأعباء الاقتصادية القادمة ؟؟ بعدما تكبروا طول الوقت مستصغرين رغبة المغرب في فتح الحدود ؟.
و لماذا لا يفكر الجزائريون في تبادل حر مع المغرب ، وعلاقات تجارية متينة ، تقوم على تبادل تجاري متكامل ، حتى تتقوى الاقتصادات و تملأ فجوات الفراغ الجزائري، بتوافد السياح بين البلدين، و استيراد السلع المغربية بتكلفة قليلة لقرب البلدين ، واستفادة المغرب من بترول قريب
…
لعلك أخي القارئ العربي تشوف ما تشوف أي تعاون أو نية صادقة من جار للمغرب متآلف في الدين واللغة ، لكنه مختلف معه في نزعات انفصالية غير محببة ولا مطلوبة شرعا وواقعا. فمتى يصبح الحكام الجزائريون حكماء ؟ و متى يصلح حال الجزائر كما صلح حال المغرب ، على الأقل سياسيا إلى حد مقبول مقارنة مع نظام العسكر الممتص لخيرات الجزائر.
لذلك لا يسعنا إلا أن نغير الدعاء لدعاء آخر هو ” اللهم أصلح حال حسادنا”.