بقلم : عزالدين قدوري
مدينة تاوريرت، المدينة اليتيمة ، المدينة المكلومة ، تعيش منذ سنوات طويلة تحت وطأة مجموعة من التحديات التي تؤثر بشكل كبير على حياة سكانها. ضعف البنية التحتية، نقص الخدمات الصحية، انتشار البطالة، وغياب وسائل النقل الحضري، كلها قضايا تعكس واقعا مريرا يعاني منه السكان. لكن ما يفاقم الوضع ويجعله أكثر تعقيدا هو غياب الممثلين الانتخابيين عن الساحة السياسية المحلية. هؤلاء الممثلون الذين من المفترض أن يكونوا صوت المواطنين في البرلمان والمجالس المحلية… هم اليوم غائبون عن أداء واجبهم، مما يجعلهم يتحملون مسؤولية مباشرة عن الوضع المتدهور في المدينة.
غياب الممثلين الانتخابيين عن الساحة السياسية في تاوريرت يعد من أبرز العوامل التي تساهم في تفاقم المشاكل التي تعيشها المدينة. فعلى الرغم من انتخابهم من قبل المواطنين لتمثيل مصالحهم والعمل لتلبية احتياجات المدينة، إلا أنهم، في الغالب، يتجاهلون هموم السكان ولا يساهمون بشكل فعّال في حل قضاياهم.
فمنذ سنوات، تعاني تاوريرت من نقص في التفاعل من قبل ممثليها في البرلمان، الذين لا يقومون بممارسة دورهم بشكل جاد. فبدلا من أن يكونوا صوتا يعبر عن المشاكل اليومية التي يعاني منها المواطنون، يكتفى بوجودهم الرمزي فقط. هذا الغياب يساهم في تهميش المدينة وعدم تسليط الضوء على قضاياها ، وهو ما يعرقل تقدمها ويؤدي إلى استمرار معاناتها.
حيث تعد البنية التحتية في مدينة تاوريرت من أبرز المشاكل التي تؤثر على حياة المواطنين. الشوارع المتهالكة، غياب الإنارة الكافية في العديد من الأحياء، والنقص في مرافق الصرف الصحي، تجعل من المدينة بيئة غير ملائمة للعيش. كما أن ضعف الصيانة الدورية للبنية التحتية يزيد من تفاقم هذه الأزمة، ويجعل التنقل بين الأحياء صعبا وخطرا، كلها عوامل تنفر المستثمرين.
و المسؤولية الكبرى عن هذا الوضع المتردي تقع على عاتق الممثلين الانتخابيين الذين لم يسهموا في الدفاع عن مصالح المدينة لتحسين البنية. و غياب الرقابة والمتابعة من قبلهم جعل المشاكل تزداد تعقيدا دون أي تحرك جدي.
إن التغيير في مدينة تاوريرت يتطلب أولا تحمل الممثلين الانتخابيين لمسؤولياتهم بشكل جاد وفعال. يجب عليهم العودة إلى الساحة السياسية، والتفاعل مع قضايا المدينة، والعمل على حل مشاكلها التي طالما تم تجاهلها. كما يجب أن يتم العمل لتخصيص ميزانيات مناسبة لتحسين البنية التحتية، وتوفير خدمات صحية أفضل، ودعم المشاريع الاقتصادية الصغيرة لخلق فرص عمل.
وفي المقابل، يجب على سكان المدينة أن يطالبوا ممثليهم بالمحاسبة على تقاعسهم في تحسين الأوضاع المحلية، ويحثوهم على اتخاذ خطوات ملموسة لتحسين حياتهم اليومية.
فمدينة تاوريرت بحاجة ماسة إلى التحرك الفعلي على جميع الأصعدة. و غياب الممثلين الانتخابيين عن الساحة يزيد من تعقيد مشاكل المدينة ويؤخر فرص تطويرها. مع ذلك، يبقى الأمل في أن تتحرك المدينة من جديد باتجاه التغيير من خلال تفعيل دور الممثلين الانتخابيين وتضافر جهود كافة الفاعلين المحليين والوطنيين لتحسين أوضاعها.