بقلم : عزالدين قدوري

 تعيش مدينة تاوريرت في ظل غياب مستمر للمجالس المنتخبة عن الواقع المحلي، مما يثير تساؤلات حول مدى فعالية هذه المجالس في التصدي للتحديات التي تواجه المدينة. رغم أن المسئولين في المدينة يعبرون باستمرار عن نية التحسين والتطوير، إلا أن تصريحاتهم تبقى محصورة في وسائل التواصل الاجتماعي، دون أن ينعكس ذلك على الواقع المرير الذي يعيشه المواطنون.
فمنذ فترة طويلة، و المجالس المنتخبة المتعاقبة على تاوريرت في غيبوبة عن هموم المواطنين. في الوقت الذي يطالب فيه سكان المدينة بتحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي و الصحي … إذ لا يبدو أن هناك خطوات جادة لمعالجة الأزمات المتراكمة، مثل أزمة النقل الحضري، تدهور البنية التحتية، ومشاكل أخرى… إضافة إلى ذلك، لا يزال هناك تجاهل تام للمرافق الأساسية، مما يزيد من معاناة المواطنين.
و زيادة على ذلك، نضيف واحد من أبرز المشاكل التي تشهدها المدينة و هو السوق المؤقت الذي تم هدمه قبل سنوات. و رغم مرور وقت ليس بالقصير عليه، لا تزال بقاياه ومخلفاته مكدسة في مكانها، مما يشكل خطرا على المارة، ويزيد من التلوث البيئي في المنطقة. و  تلك الأبنية القديمة والأنقاض تساهم في تعكير صفو الحياة اليومية للسكان، في وقت تظل فيه المجالس المنتخبة صامتة دون تقديم أي حلول عملية لهذه المعضلة المستمرة.
أما سوق الحي القديم ، فلا تزال أبوابه مغلقة أمام التجار والمواطنين، بالرغم من كونه واحدا من المرافق الحيوية التي يمكن أن تخفف من الضغط على الأسواق غير المنظمة في الشوارع. هذا السوق المغلق يرمز إلى إهمال واضح من المجالس المنتخبة في تفعيل مشاريع كانت في الأصل تهدف إلى تنظيم التجارة في المدينة.
من جهة أخرى، فان معظم المحلات التجارية في الأسواق الأخرى في المدينة تظل مغلقة، مما يعزز وجود الأسواق الشعبية غير المنظمة، والبيع العشوائي في الشوارع. حيث الباعة المتجولون أصبحوا جزءا من مشهد المدينة اليومي، لكنهم في الواقع يعانون من غياب التنظيم والمرافق المخصصة لهم. هذا التحدي أصبح جزءا من الواقع، في الوقت الذي تعاني فيه المدينة من ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب الذين يبحثون عن فرص عمل توفر لهم دخلا ثابتا.

أمام هذا الوضع ستظل البطالة في صفوف الشباب إحدى أبرز التحديات التي تواجه المدينة، حيث يعاني كثير منهم من فقدان الفرص بسبب غياب مشاريع تنموية حقيقية. في الوقت الذي تتمتع فيه المدينة بالكثير من الموارد البشرية والطبيعية، لا يزال الشباب في تاوريرت محبطين بسبب عدم وجود فرص عمل مستدامة أو دعم فعال من المجالس المنتخبة لتنمية المهارات ودعم المشاريع الصغيرة.
إن الحلول لمشاكل تاوريرت لا تكمن في التصريحات فقط، بل في العمل الجاد على إحياء الأسواق المغلقة، تأهيل الأسواق المفتوحة ، و تطوير قطاع النقل والعديد من القطاعات الأخرى. هناك حاجة ملحة لتحريك عجلة التنمية في المدينة، من خلال استغلال الموارد المتاحة، وتوفير فرص العمل لشباب المدينة، عبر دعم المشاريع الصغيرة و إيجاد حلول للباعة المتجولين.
ختاما، لا يمكن للمدينة أن تظل رهينة لوعود دون نتائج. المجالس المنتخبة مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن تتحمل مسؤولياتها تجاه المواطنين، وألا تقتصر على الأقوال في المواقع بل أن تكون واقعية وفعالة في معالجة مشكلات المدينة المتعددة.