بقلم : عزالدين قدوري 

 

في مدينة تاوريرت، حيث تتكرر الأزمات وتتصاعد معاناة الساكنة، يظل المنتخبون بعيدين عن دائرة الفعل الحقيقي، وكأن دورهم ينحصر فقط في الظهور خلال المهرجانات والاحتفالات الرسمية، بينما تختفي وجوههم عند وقوع الأزمات وتفاقم المشاكل التي تؤرق المواطنين.

 

– القطاع الصحي يحتضر و المآسي تتكرر
لا يمر وقت طويل دون أن تفاجأ الساكنة بمأساة جديدة في القطاع الصحي، حيث لا تزال المدينة تعاني من ضعف الخدمات الاستشفائية، نقص المعدات، والأطر الطبية الكافية. المستشفى الإقليمي، الذي يفترض أن يكون الملاذ الأول للمرضى، و يوفر التجهيزات للأطباء و الممرضين لأداء مهامهم ، صار أشبه بمحطة عبور نحو مستشفيات المدن المجاورة، وكأن قدر المواطن البسيط أن يعاني في صمت أو أن يغامر بحياته بحثا عن علاج في مكان آخر.
كم من مواطن عان الألم ؟ كم من مريض تدهورت حالته بسبب قلة أو انعدام بعض التجهيزات الضرورية؟ هذه الأسئلة ليست مجرد استفسارات، بل صرخات تعبر عن واقع مؤلم تعيشه تاوريرت .
– منتخبون بلا أثر إلا في المناسبات!
رغم أن هؤلاء المنتخبين وصلوا إلى مناصبهم بفضل أصوات المواطنين، فإنهم اليوم غير مبالين بمعاناة من وضعوا ثقتهم فيهم. حضورهم لا يكون إلا عندما تدعوهم منصات المهرجانات، أو حين تكون هناك فرصة لالتقاط الصور في فعاليات رسمية، أما عندما يتعلق الأمر بالوقوف على مشاكل الأحياء المهمشة، أو الاستماع لاحتياجات الساكنة، فلا أحد منهم يجرؤ على الاقتراب.
هل أصبح تمثيل المواطنين مجرد واجهة لامتيازات شخصية؟ هل فقد هؤلاء الإحساس بالمسؤولية؟ لماذا لا نراهم في المستشفى للوقوف على حالات المرضى و احتياجات المستشفى من الأطر الطبية و الأجهزة لأداء مهامها؟ لماذا لا يزورون الأحياء التي تغرق في العشوائية؟ لماذا لا يتدخلون في حل أزمة البطالة التي تطحن شباب المدينة؟
– هل يتدخل عامل الإقليم لإنصاف الساكنة؟
أمام هذا الوضع المتأزم، لم يعد لسكان تاوريرت أمل في ممثليهم ، سوى التوجه إلى عامل الإقليم باعتباره المسئول الإداري الأول القادر على التدخل لانقاد الوضع. فالساكنة لم تعد تطالب إلا بأبسط حقوقها: مستشفى في المستوى، بنية تحتية في المستوى، فرص عمل لأبناء المدينة، ومنتخبون يؤدون دورهم كما ينبغي.