بقلم : سداين بلقاسم
تسجل مرة أخرى الجارة الشقيقة الجزائر خرقا جائرا وسافرا لمبدإ حسن الجوار.جوار تربطه علاقات مميزة،ومشتركة وعلى عدة أصعدة.وفي مقدمتها الدين، اللغة،التاريخ،المصير، الأخوة، المصاهرة ،والعادات والتقاليد وغير ذلك كثير. خرق مباشر لما أوصى به سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:
(واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت ايمانكم ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا) .الآية 36 من سورة النساء.
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم (قال من كان يؤمن بالله و اليوم الأخر فلا يؤذي جاره ). رواه لبخاري
ويقول صلى الله عليه وسلم 🙁 إياكم وجار السوء).
إنها وصية الإلاه إلى عباده. حيث ربط عبادته بالإحسانإلى الوالدين، والأقرباء، واليتامى والمساكين والجار القريب. والحكمة من هذه الوصية تتمثلفي زرع روح المحبة. والإخاء والتعاون،والإحترام المتبادل .ونشر الأمن والأمان والدعوة إلى احترام قيم الأخوة والجوار. من أجل العيش السعيدوالكريم .
لكن ما أقدمت عليه ( الجارة)الجزائر. وهي تطلق النار على مواطن أعزل اِبن فلاح يشتغل على أرضه من طرف أحد الجنود سلوك منافللقيم الدينية ، والانسانية ويتنافى جملة وتفصيلا مع قواعد القانون الدولي وحسن الجوار. إنه سلوك وعمل أرعن لا يخلو من حماقة. وهو أيضا أسلوب يائس يعكس تخبطا داخليا ليس إلا. ولا يُعدّ هذا العمل المرفوض الأول من نوعه الصادر من الجارة الجزائر بل هذه الجارة منخرطة منذ سنوات بالمباشر، وغير المباشر في المس بوحدة المغرب الترابية واختلاق ازمة الصحراء باحتضانها ومساندتها لمرتزقة البوليزاريو.والتروج لها في المحافل الدولية مقابل مغرب يمد إليها يد احترام حسن الجوار..
فكان على الجارة الجزائر أن لا تستعمل السلاح ضد مواطن أعزل لا حولة ولا قوة له. فلو تعلق الأمر بمهربين كما تدعي الحكومة الجزائرية أن لا تنفذ الحكم قبل ثبوت الإدانة.فإن كان الضحية مهرب وجب الإمساك به بالجرم، كما يحدث في بقاع العالم. ويحاكم بتهمة التهريب. وأقل ما يمكنأ ن تفعله كرد: هو الاعتذار عن خطئها وكذبها . آما اطلاق الرصاص على مدنيين وهم أصلافوق التراب المغربي فهو تعدٍِ سافر على سيادة المغرب فهي بهذا العمل تنهج سياسة الهروب إلى الأمام وتعمل بذلك على تحويل مجرى الأحداث والصراعات ما ظهر منها وما بطن داخل الدولة الهشة الشقيقة التي تعيش مشاكل متعددة ومتشابكة.بدء من الصراع حول كرسي الرئيس الغائب وبحكومة مريضة.ومحاولة تمريروتعيين رئيس جديد يريده العسكر وسيفرضه بالقوة على الشعب الجزائري وبدون انتخابات.
فالشعب الجزائري يئن تحت وطأةالعسكر وعشرية سوداءتؤطرها سلطة القمع جاعلة من بوتفليقة دمية تمثل رمز الرئيس ..إنه وضع داخلي يعكس ضعف نظام هدفه الأساس توجيه أنظار الشعب الجزائري باختلاق مشاكل مع البلد الجار المغرب ومنها مثل ما وقع اخيرا من اعتداء انه صرف الانظار عن وضع داخلي محتقن يغرق في مستنقع المشاكل حيث ازدياد الفقر، والفقراء والتهميش،واحتجاجات متكررة امتدت إلى صفوف الشرطة وأزمات ما يعرف بغردايةوالنواحي،والحركات الامازيغية .
وهي تحاول بذلك اسكات المطالب الاجتماعية، والسياسية والتورط في حروب خاسرة في ليبيا ومالي. وعجز واضح في حماية حدودها الصحراوية والتييصعب التحكم فيها. حيث يساعد ذلك في وجود 3 عصابات ارهابية على أراضيها.مما يدل على أن النظام الجزائري وصل الى درجة اليأس والتخبط والبلبلة فبدأ يصدر أزماته الداخلية بافتعال الأحداث لإسكاتالشعب، وإلهائه عن مشاكله الحقيقية وخلط الأوراق. مشاكلأصبح يعيشهاالشعب الجزائري يوميا، وفي شتى المجالات.وفي مقدمتها قلة الموارد الغذائية حيث تلجأ الجارة الى استراد الخبز المجمد لتزويد اسواقها بهذه المادة الحيوية .مقابلالاستمرار في نهب ثروات الجزائر .إنه صرف الأنظار عن الانزعاج الدولي فيما يقع داخل مخيمات العار بتندوف.وعن تقرير هيومن رايس واتش الذي كسر ظهر النظام بتقرير عن البوليزاريو وحالة العبودية والتعذيب والاحتجاز القصري .
إنه صرف الأنظارايضا عن اغتيال الجيش الحركي لـ 3 عناصر من الشرطة المحتجة، وبدم بارد في ظل فساد مالي، واداري واقتصاد الريع المتزعزع،والمنهار الذي تركز فيه الدولة على مدخول البترول والغاز بحصة 97%إنه مورد يعرف أسعاره انهيارا في ظل الأوضاع العالمية الجديدة .
ومن كان بيته من زجاج فلا يلقي بالحجارة على غيره كما يقال.ومن كان ذيله من حلفاء لا يقفز على النار..
فالشعب المغربي ابتلي بجار السوء فما عليه إلا أن يتحلى بضبط النفس وأن يتعامل بعقلانية وحذر من افتعال أزمات هدفها الأساس تصدير الازمات والفشل . وأن يقابل ذلك رد ديبلوماسي دفاعا عن كرامة المواطن المغربي وتسجيل مواقف تنخرط فيه جميع القوى الحية بالمغرب .وفضح دبلوماسي أيضا لهذا العمل المرفوض .
يقول أحد الشعراء:
إِنْ تَكَلَّمَ السَّفيٍهُ فَلاَ تُجِبْه ُ^^ فَخَيْرُُُُْ مِنْ اِجَابَتِه ِالسُّكُوتُ
فَإنْأَجَبْتَهُ فَرَّجْتَ عَنْهُ^^ وَإِنْ تَرَكْتَهُ كَمَداًسَيَمُوتُ