تاوريرت بريس :

 أبرز مشاركون في يوم دراسي، نُظم أمس الثلاثاء بوجدة، دور التنشئة الاجتماعية في الحد من العنف ضد النساء والفتيات.

وأكد المتدخلون في هذا اللقاء، الذي نُظم بمبادرة من وكالة التنمية الاجتماعية بجهة الشرق، ومؤسسة التعاون الوطني بالجهة، على أهمية ترسيخ بيئة أسرية تضمن تنشئة اجتماعية تكرس قيم المساواة، وتنبذ مختلف أشكال العنف ضد المرأة.

وأجمعوا على دور الأسرة في تعزيز التنشئة الاجتماعية الرافضة للعنف ضد النساء والفتيات، باعتبارها عملية أساسية تسهم في تشكيل القيم والسلوكيات داخل المجتمع، وبناء وعي جماعي ينبذ كافة أشكال التمييز والعنف، من خلال تعليم الأفراد منذ الصغر مبادئ المساواة والاحترام المتبادل.

واعتبروا الصور النمطية حول المرأة، وانتشار العقلية الذكورية، من أهم أسباب تفشي العنف داخل الوسط الأسري، مؤكدين على ضرورة العمل بشكل مشترك على ابتكار وسائل جديدة للتوعية بمخاطر هذه الظاهرة.

وأكد المنسق الجهوي لوكالة التنمية الاجتماعية لجهة الشرق، أحمد البوزياني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا اللقاء يروم التحسيس بخطورة ظاهرة العنف ضد النساء، ودور الأسرة في التنشئة الاجتماعية المبنية على قيم المساواة، والحوار، ونبذ العنف.

وأضاف أن الأسرة تحظى بأهمية خاصة بالنظر إلى دورها الهام في خلق بيئة آمنة للنساء والفتيات، وإنجاح المقاربة التربوية باعتبارها آلية أساسية موازية للمقاربات التحسيسية، والقانونية، والزجرية، الرامية كلها للحد من العنف بشكل عام، والعنف ضد المرأة بشكل خاص.

من جهته، أبرز المنسق الجهوي للتعاون الوطني بجهة الشرق، حميد الخزري، الرؤية الجديدة للوزارة الوصية، والرامية إلى ترسيخ تنشئة تؤسس لقيم المساواة وثقافة التعايش داخل الأسرة، وكذا تكريس بيئة آمنة للنساء والفتيات، توفر لهن وسطا أسريا يدعم مشاركتهن الفعالة في الحياة العامة ومساهمتهن في مختلف المجالات، ويضمن لهن حقوقهن ويحفظ كرامتهن.

وأشار إلى أن هذا اليوم الدراسي، يأتي تتويجا لمجموعة من الحملات التحسيسية والتوعوية التي شملت جميع المراكز الاجتماعية التابعة لمؤسسة التعاون الوطني، وعددا من المؤسسات التعليمية، ومؤسسات التكوين المهني بعمالة وجدة – أنجاد، وذلك في إطار التعبئة المجتمعية ضد ظاهرة العنف ضد المرأة.

ومن جانبه، اعتبر عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة محمد الأول بوجدة، ادريس دريوشي، أن مشاركة الجامعة في مقاربة هذه الظاهرة المجتمعية يبقى محوريا بالنظر إلى أهمية البحث العلمي في إيجاد حلول مبنية على دراسات علمية ومعرفية، إضافة إلى دورها في تحسيس الطلبة بأهمية محاربة العنف ضد النساء والفتيات، وإشراكهم في اقتراح الحلول الممكنة، ونشر قيم المساواة ونبذ ظاهرة العنف.

يذكر أن هذا اليوم الدراسي، الذي نُظم بشراكة مع كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة محمد الأول بوجدة، يأتي في إطار الحملة الوطنية الـ22 لوقف العنف ضد النساء والفتيات، والتي تتمحور هذه السنة حول موضوع “من أجل وسط أسري داعم لتنشئة اجتماعية خالية من العنف ضد النساء”.