بقلم : عزالدين قدوري
على بعد كيلومترات قليلة من مدينة تاوريرت من الجهة الغربية ، يستقبلك وادي حمو وبجانبه بالوعات و أنابيب تصب بمياه الصرف الصحي و المخلفات العضوية .
صرف صحي مكشوف و روائح لا تحتمل هو الحال هنا عند المخرج الغربي لمدينة تاوريرت ، و غير بعيد عن الأحياء و المؤسسات الحديثة للمدينة تسرب لمياه الصرف الصحي بجانب الطريق و إلى الأراضي الزراعية القريبة ، و تجمع لبرك المياه الملوثة بشكل واضح ما يترك تأثيرا على المسافرين سواء الخارجين أو الداخلين للمدينة و حتى على السكان و بالأخص ساكني الأحياء القريبة المتخوفين من انتشار الأمراض مثل الكوليرا والبلهارسيا و الأمراض الجلدية و غيرها .
يصب الأنبوب الضار مياهه العادمة في واد حمو الموجود غرب مدينة تاوريرت و يقطع الطريق الرئيسية مما جعله مصدرا للروائح الكريهة التي تصل إلى قلب المدينة .
سوء الرائحة التي تزكم الأنوف ، تنافس بشاعة المنظر ، الذي يرسم لك صورة واضحة حول معانات ساكنة مدينة تاوريرت .
هذه الصورة القاتمة لأبشع مناظر التلوث ، دفعت معظم الساكنة وفي مقدمتهم نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الذين تناقلوا على مدى السنوات الماضية و الأشهر الأخيرة فيديوهات للصرف الصحي و هو يملأ الوديان و يخترق الأراضي الفلاحية بطريقة ساخرة ، لكن هذه الفيديوهات لم تحرك من المجالس المنتخبة والمؤسسات المعنية شيء فيما تستمر المعاناة في انتظار من ينهيها.
بين مطرقة الأمراض و الروائح النتنة ، و سندان السكوت المطبق للجهات المسئولة بمدينة تاوريرت، تبقى معانات الساكنة مستمرة إلى اجل غير مسمى .
مناشدات عدة وجهت للمجالس المحلية لإيجاد حلول لتسرب مياه الصرف الصحي لكن دون استجابة ليبقى المشهد كما عاينته تاوريرت بريس .