تاوريرت بريس :
منذ أن أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس انطلاقتها في 18 ماي 2005، أولت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية اهتماما خاصا بالمرأة بصفة عامة، والمرأة القروية بصفة خاصة، من خلال برمجتها لمجموعة من المشاريع التي كان لها وقع إيجابي على هذه الفئة، وساهمت في تحسين ظروف عيشها.
ويشكل تخليد اليوم العالمي للمرأة القروية (15 أكتوبر)، مناسبة لتسليط الضوء على المجهودات المبذولة من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في دعم وتعزيز هذه المكانة التي تحظى بها المرأة القروية.
وقد تعززت هذه المكانة خلال المرحلة الثالثة من المبادرة (2019-2023)، بوضع برامج جديدة تستهدف هذه الفئة، أهمها البرنامج الرابع (الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة)، الذي أولى أهمية كبيرة لصحة الأم والطفل بالعالم القروي، وذلك بتمويل مشاريع تستهدف هذه المرأة القروية.
وبحسب معطيات لقسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم فجيج، فإن الأمر يتعلق، أساسا، ببناء دور الأمومة وتسييرها، حيث تمت برمجة بناء ثلاثة دور الأمومة وتجهيزها، بالإضافة إلى منح دعم تسيير ثلاثة دور أخرى وتزويدها بسيارات للإسعاف بهدف تقريب الخدمات الصحية من المرأة القروية وخاصة النساء الحوامل.
وفي نفس السياق، يضيف المصدر ذاته، يساهم البرنامج الرابع في تحسين وتعزيز الولوج إلى المؤسسات التعليمية، وذلك باقتناء ما يزيد عن تسع حافلات للنقل المدرسي، وبناء 144 وحدة للتعليم الأولي، بهدف المساهمة في التقليص من الهدر المدرسي، وتشجيع الفتاة القروية على متابعة دراستها.
وأشارت المعطيات ذاتها إلى أن نفس الأمر تعزز أيضا من خلال البرنامج الأول تدارك الخصاص على مستوى البنيات التحتية والخدمات الاجتماعية الأساسية، باقتناء 21 حافلة للنقل المدرسي، و15 سيارة للإسعاف، وسبع وحدات طبية متنقل موجهة كلها لخدمة الساكنة القروية، وخاصة منها المرأة والفتاة القروية.
ومن جهة أخرى، ساهمت المبادرة الوطنية في البرنامج الثاني مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، في تعزيز الخدمات الاجتماعية لفائدة الفئات المستهدفة من البرنامج، وخاصة بناء وتجهيز مركز تصفية الدم، ومركزين للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وكذا المساهمة في دعم الجمعيات المسيرة لمراكز الاستقبال التي من بين الفئات المستهدفة المرأة في وضعية صعبة.
وفي إطار برنامجها الثالث تحسين الدخل والادماج الاقتصادي للشباب، تساهم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في تعزيز التمكين الاقتصادي للمرأة القروية، وتحسين ظروف عيشها، من خلال مواكبتها وتكوينها، وكذا تمويل مشاريع تتماشى مع قدراتها ومحيط عيشها.
وفي هذا السياق، قامت اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية لإقليم فجيج بإبرام اتفاقيتين تهمان الادماج الاقتصادي للمرأة بكلفة مالية بلغت 16 مليون درهم، هدفهما إدماج المرأة القروية في النسيج الاقتصادي المحلي، وجعلها مساهمة في التنمية المحلية.
وفي إطار تخليد اليوم العالمي للمرأة القروية، تعمل اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، على تنظيم مجموعة من القوافل الطبية خاصة بصحة الأم والطفل، حيث ستنطلق القافلة الأولى يوم 19 أكتوبر الجاري بجماعة عين الشواطر.