تاوريرت بريس :
تم اليوم الأربعاء، بالعاصمة الصينية بكين، تسليط الضوء على التجربة المغربية في مجال تتبع وتقييم أهداف التنمية المستدامة.
واستعرض مدير التخطيط بالمندوبية السامية للتخطيط عبد السلام الناده خلال ندوة نظمت في إطار المؤتمر الثامن للهيئات الوطنية للتقييم مسلسل تتبع وتقييم أهداف التنمية المستدامة بالمغرب، مشيرا على الخصوص إلى التنوع السياقي والثقافي المدمج في هذا المسلسل.
وأبرز أن المغرب أنشأ نظاما لتقييم وتتبع أهداف التنمية المستدامة يرتكز على العديد من الممارسات الجيدة، ويتميز بمقاربة “منسقة ومستقلة ومنتظمة ولامركزية وتشاركية”، بمشاركة القطاع الخاص، والمجتمع المدني، مع مراعاة الخصوصيات الثقافية والجهوية.
ولفت في هذا السياق، إلى أنه تم إنشاء منصة رقمية مخصصة لأهداف التنمية المستدامة لتسهيل الولوج إلى البيانات، مما يدل على التزام المغرب بدمج مختلف السياقات الجهوية والثقافية في مجال التنمية المستدامة.
وقال الناده إن المندوبية السامية للتخطيط باعتبارها في صلب تنفيذ أهداف التنمية المستدامة بالمغرب، قامت بصياغة تقارير وطنية وجهوية، وتعزيز كفاءات المتدخلين، وتطوير قدرة النظام الإحصائي الوطني على الاستجابة لمؤشرات أهداف التنمية المستدامة.
وأضاف خلال هذه الندوة التي نظمت في موضوع “مقاربة التنوع السياقي والثقافي: تكييف أنظمة التقييم مع الواقع الوطني والإقليمي” أنه بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالمغرب، تتعاون المندوبية السامية للتخطيط مع الشركاء الوطنيين ومنظومة الأمم المتحدة لتعزيز تتبع وتقييم أهداف التنمية المستدامة.
وأكد في هذا الاطار أنه تم تطوير أدوات تقنية متقدمة، من قبيل قاعدة البيانات الجهوية، وأدوات النمذجة، لتحسين دقة وفعالية عمليات التتبع، مع احترام التنوع السياقي لمختلف جهات المملكة.
وسجل المسؤول أنه يتم أيضا تخصيص برامج تكوينية لتعزيز قدرات الفاعلين الترابيين في مجال التتبع والتقييم.
وأضاف أن نتائج هذه المجهودات تساهم في تسريع التقدم نحو أهداف التنمية المستدامة، لا سيما من خلال اعتماد النموذج التنموي الجديد، وتعميم الحماية الاجتماعية، مع ادماج الخصوصيات الثقافية والسياقية المحلية.
وأشار الناده إلى الاستشارة الوطنية التي نظمت سنة 2016 لوضع سياق تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، والتي مكنت من تحديد ستة مبادئ توجيهية لتنفيذ أجندة 2030.
وأبرز أنه بفضل التعاون بين المندوبية السامية للتخطيط، والولايات والمجالس الجهوية، ومنظومة الأمم المتحدة بالمغرب، تم أيضا تنظيم مشاورات جهوية لتعزيز تملك أهداف التنمية المستدامة، وبالتالي ضمان اتباع مقاربة شاملة تحترم مختلف السياقات الجهوية.
وشدد على أنه “من خلال الاعتماد على مقاربة تشاركية وشراكات استراتيجية، تحرص المندوبية السامية للتخطيط على ضمان تنمية مستدامة وشاملة، مع احترام التنوع السياقي والثقافي للبلد”.
وتنظم النسخة الثامنة لمؤتمر الهيئات الوطنية للتقييم من طرف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والوكالة الصينية للتعاون الإنمائي الدولي، من 14 إلى 18 أكتوبر تحت شعار “التقييم التفاعلي: من أجل الحكومة، من أجل الإدماج، من أجل المستقبل”.
ويعتبر مؤتمر الهيئات الوطنية للتقييم موعد دولي يجمع هيئات تقييم السياسات العمومية، وممثلي الحكومات، ووكالات منظومة الأمم المتحدة، ومنظمات دولية أخرى.