تاوريرت بريس :
أولت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، خلال مرحلتها الثالثة (2019-2023)، اهتماما بالغا لتعميم التعليم الأولي بإقليم جرسيف، وذلك من خلال إحداث وتجهيز 109 وحدة تعليمية لاستقبال الأطفال المتراوحة أعمارهم بين 4 و6 سنوات بمختلف الجماعات الترابية بالإقليم.
ويأتي هذا الاهتمام الكبير للمبادرة الوطنية بتعميم التعليم الأولي، بالنظر لدوره كأحد الركائز الأساسية للإصلاح التربوي بالمغرب، من خلال إرساء أسس متينة لتعليم الأطفال في سن مبكرة، وتعزيز قدراتهم اللغوية والمعرفية، في ظل الجهود الرامية إلى تحقيق الإنصاف وتقليص الفوارق المجالية والاجتماعية.
وشكل الارتقاء بالتعليم الأولي لجعله أداة للنجاح والتحصيل تحديا ناجحا للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تولي أهمية قصوى لتعميم التمدرس، خاصة في المناطق القروية.
وهكذا أسفرت الجهود الكبيرة التي بذلتها المبادرة الوطنية، في إطار مرحلتها الثالثة، عن إحداث وتجهيز وتسيير عدد كبير من الوحدات بين سنتي 2019 و2023، وذلك في إطار برنامج “الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة”، ومحوره المتعلق بدعم التعليم الأولي.
وأكد رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم جرسيف، الحسن قارا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أولت، لاسيما خلال مرحلتها الثالثة، اهتماما بالغا للنهوض بالتعليم الأولي وتعميمه، بما يساهم في تحسين شروط استقبال الأطفال، وتأطيرهم تربويا، وتنمية شخصيتهم.
وأوضح أن اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بجرسيف عملت، بين سنتي 2019 و2023، على إحداث 109 وحدات للتعليم الأولي خاصة بالمناطق القروية والنائية، وذلك بشراكة مع المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بغلاف مالي إجمالي يقدر بـ 40,4 مليون درهم تهم البناء، والتجهيز، والتسيير (لمدة سنتين).
وأضاف أن هذه الوحدات، الموزعة على كل الجماعات الترابية بالإقليم، يستفيد منها 1200 طفل، 48 بالمائة منهم إناث، من شأنها المساهمة في تحسين القدرات المعرفية لهؤلاء الأطفال، وتنمية شخصياتهم، وإعدادهم للاندماج بشكل أفضل في التعليم الابتدائي، والنجاح في مسارهم الدراسي.
ومن جهته، أفاد المسؤول الإقليمي للمؤسسة المغربية للتعليم الأولي بإقليم جرسيف، المهدي الكنوني، بأن إجمالي عدد وحدات التعليم الأولي التي تشرف على تسييرها المؤسسة على مستوى الإقليم، بما فيها الوحدات المنجزة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، يقدر ب 233 وحدة، يستفيد من خدماتها 2900 طفل.
وأشار إلى أن المؤسسة المغربية للتعليم الأولي سهرت على توفير جميع الوسائل والأدوات التعليمية والتجهيزات اللازمة لتقديم أفضل الخدمات للمستفيدين الذين تزداد أعدادهم بشكل مستمر، وذلك بتنسيق وتعاون مع اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بجرسيف، وباقي الشركاء.
وأضاف أن المؤسسة تحرص على توفير موارد بشرية مؤهلة، حيث يتم إخضاع المربين والمربيات لبرنامج تكويني لمدة 950 ساعة، يتلقون فيه تكوينات أساسية وتكميلية، تمكنهم من تملك الوسائل والتقنيات الأساسية اللازمة والمناهج البيداغوجية المعتمدة، إضافة إلى عملها على تحسيس الآباء والأمهات بأهمية التعليم الأولي في مسار الطفل الدراسي والشخصي.
ويعد تعميم التعليم الأولي خطوة محورية ضمن استراتيجيات المغرب الرامية إلى تحسين جودة التعليم وتعزيز التنمية البشرية، بما يضمن تمكين الأطفال من بداية تعليمية موفقة تساهم في ضمان مستقبلهم الدراسي.
وإيمانا منها بأهمية التعليم الأولي كخطوة أساسية لضمان النجاح الدراسي للأطفال، وضعت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم جرسيف دعم مرحلة التعليم الأولي وتعميمه، في صلب اهتماماتها، وذلك في إطار مرحلتها الثالثة، خاصة في الوسط القروي.