بقلم : عبد المجيد قنديل
استكمالا للبرنامج المسطر احتفالا بالذكرى التاسعة عشر لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ترأس السيد الحسن صدقي عامل صاحب الجلالة على إقليم سيدي إفني اليوم الخميس 23 ماي 2024 بمقر عمالة الإقليم أشغال اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، حيث افتتح السيد العامل أشغالها بكلمة استحضر من خلالها مسيرة الإنجازات و التطورات التي حققتها هذه المبادرة الرائدة في مجال تعزيز التنمية البشرية في بلادنا، من خلال تعزيز البُعد البشري في التنمية و توفير الفرص المتساوية للجميع لتحقيق طموحاتهم و تطلعاتهم، كما أشار السيد العامل في معرض كلمته الى أن الاحتفال بهذه الذكرى هذه السنة يتم تحت شعار ” 1000 يوم الأولى من الحياة أساس مستقبل أطفالنا” تكريسا للتوجه العام للمرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية الذي يعطي أولوية كبرى لقطاع الصحة كعامل أساسي للنهوض بالرأسمال البشري من خلال تركيز مختلف برامج و مشاريع هذه المرحلة نحو صحة الافراد عموما و صحة الام و الطفل على الخصوص و تخصيص محور ضمن البرنامج الرابع يعنى أساسا بصحة الأم و الطفل لغايات تأمين بيئة صحية ملائمة للأمهات و الأطفال، و تقديم الرعاية الطبية اللازمة خلال فترة الحمل و الولادة و التتبع النفسي ما بعد الولادة، و أضاف السيد العامل أنه على مستوى إقليم سيدي إفني شكلت المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية فرصة لتعزيز قطاع الصحة من خلال مشاريع نوعية رصدت لها اعتمادات مالية مهمة. و بلغ مجموع المشاريع المنجزة في هذه المرحلة على مستوى هذا القطاع 17 مشروعا بميزانية فاقت 11 مليون درهم. و في إطار المساهمة في حل مشكل الموارد البشرية في القطاع الصحي تم التعاقد مع عشرة أطباء عامين بالإضافة الى طبيب مختص في الإنعاش و التخدير، في إطار اتفاقية الخدمات الصحية التي وصلت للسنة الثالثة و رصد لها مبلغ فاق 4.36 مليون درهم بشراكة مع المجلس الإقليمي لسيدي إفني، هذا المشروع يؤكد السيد العامل ساهم بشكل كبير في الحد من نقص الأطباء بالإقليم و تحقيق نوع من العدالة المجالية فيما يخص الخدمات الصحية باستفادة اغلب المراكز الصحية القروية من تواجد طبيب قار، كما شملت مساهمة المبادرة الوطنية في قطاع الصحة المشاركة الفعالة في الحملات الطبية المنظمة على مستوى الإقليم، و تخصيص دعم مستمر لفئة مرضى القصور الكلوي وغيرهم، و خلص السيد العامل في ختام كلمته الى أنه و بالمجمل كان لهذا الورش الملكي المفتوح دورا هاما في تنمية الإقليم من خلال خلق و دعم مشاريع مبتكرة و ذات وقع كبير على الفئات المستهدفة و لاسيما في القطاع الصحي.
بعد ذلك صادقت اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية على برمجة مشاريع في إطار البرنامج الرابع: الدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة، و همت هذه المشاريع اقتناء وحدة طبية متنقلة، و تنظيم قافلة طبية لصحة الأم و الطفل، و تنظيم حملة طبية خاصة بالصحة المدرسية، و اقتناء أجهزة لقياس الضغط الدموي و السكري، اقتناء حقائب للعناية بالأطفال الرضع، و تجهيز دار الطالب بجماعة أنفك، كما صادقت اللجنة على إحداث لجنة إقليمية لإنجاز و تتبع مشاريع تنمية الطفولة المبكرة.
و بذات الاجتماع قدم عضو اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية السيد المندوب الإقليمي لوزارة الصحة و الحماية الاجتماعية عرضا حول”1000 يوم الأولى من حياة الطفل : من أجل التغيير الاجتماعي و السلوكي”، الذي يندرج ضمن الحملة التحسسية و الصحية بأهمية الألف يوم الأولى من حياة الطفل، الذي تنظمه المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة و الحماية الاجتماعيةبشراكة مع اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية و ذلك خلال الفترة الممتدة من 23 ماي إلى غاية 30 منه من السنة الجارية، و تشمل الحملة جميع المراكز الصحية الحضرية و القروية بالإقليم، و التي ستتضمن في برنامجها عروضا تحسيسية حول التغذية السليمة للمرأة الحامل و المرضعة و التغذية التكميلية للطفل الرضيع، إضافة الى تنظيم عمليات التلقيح لدى الأطفال في اطار برنامج التمنيع ، و الكشف عن سرطان الثدي وعنق الرحم عند النساء، و الكشف المبكر عن أمراض السكري و الضغط الدموي و الأمراض التعفنية.و تأتي هذه الحملة تماشيا مع التوصيات العالمية، و إيمانا من الجهة الوصية بالأهمية التي تكتسيها هذه المرحلة العمرية كمرحلة حاسمة و مؤثرة على مراحل الحياة المتعاقبة للطفل.
و بنفس المناسبة أشرف السيد العامل على توزيع تجهيزات و معدات خاصة بمشاريع مدرة للدخل لفائدة نزلاء سابقين بالمؤسسات السجنية تفعيلا للاستراتيجية المندمجة لإعادة الإدماج السوسيو-مهني الذي تسهر مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء على تنفيذه بمعية عمالة الإقليم في إطار اتفاقية الشراكة المبرمة بينهما لدعم المشاريع الصغرى و التشغيل الذاتي لهذه الفئة تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده التي تولي عناية شاملة للبعد الاجتماعي في مجال العدالة موازاة مع الإصلاح المتقدم الذي يروم توفير الكرامة الإنسانية للسجناء السابقين، و تبلغ تكلفة المشاريع 17 التي أشرف السيد العامل على توزيعها اليوم 1.000.000.00 درهم (مليون درهم) و تهم الفوج الثاني، في حين استفاد الفوج الأول من 08 مشاريع بغلاف مالي ناهز 294.640.00 درهم في مناسبة سابقة، و تروم هذه المشاريع و التي تستجيب مع الخصوصية السوسيو-اقتصادية للمنطقة تشجيع التشغيل الذاتي و محاربة الفقر و الهشاشة و محاربة حالة العود و إعادة الادماج في المحيط الاجتماعي للفئة المستهدفة.
حضر هذا اللقاء السادة أعضاء اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية و ممثلين عن مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء.