تاوريرت بريس :
شهد إقليم تازة خلال المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (2023-2019) إنجاز ما مجموعه 386 مشروعا، بكلفة إجمالية ناهزت 236 مليون درهم.
وحسب معطيات تم تقديمها خلال لقاء نظم يوم الثلاثاء تخليدا للذكرى ال19 للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ترأسه عامل إقليم تازة مصطفى المعزة، فقد شملت تدخلات المبادرة ضمن محور صحة الأم والطفل في إطار البرنامج الرابع المتعلق بالدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة، بناء دور الأمومة بتسع جماعات ترابية بسعة 73 سرير لفائدة حوالي 1208 متسفيدات، وتهيئة 8 مؤسسات استفادت منها 1008 من النساء.
وأشار عز الدين لوكيلي رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة تازة، بالمناسبة، إلى أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثالثة أولت كذلك عناية خاصة لمحور التعليم الأولي من أجل تعليم ذي جودة عالية وتعزيز ولوج الأطفال لمؤسسات التعليم الأولي، حيث تمت تهيئة وتأهيل وبناء وتجهيز 199 وحدة للتعليم الأولي بتكلفة فاقت 85 مليون درهم، شملت جميع الجماعات الترابية بالإقليم بنسبة ولولج 83 بالمائة من الأطفال حيث بلغ عدد المستفيدين 1175.
وفي إطار دعم التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي، خاصة لدى الفتاة القروية، أشار السيد لوكيلي إلى أن المبادرة عملت بشراكة مع وكالة إنعاش وتنمية عمالات وأقاليم الشمال ووزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة ومؤسسة التعاون الوطني والجمعيات والجماعات الترابية، ببناء وتأهيل وتوسيع وتجهيز 23 دار طالب وطالبة بجماعات الإقليم بطاقة إستيعابية بلغت 2440 سرير، واقتناء 81 حافلة للنقل المدرسي لفائدة 34 جماعة قروية، فضلا عن اهتمامها بالصحة المدرسية والدعم المدرسي.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد السيد مصطفى المعزة أن هذا الحدث الخاص يعد فرصة للوقوف والنظر في إنجازات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مبرزا أن موضوع الاحتفال هذه السنة يتمحور حول “الألف يوم الأولى” من الحياة التي تعتبر نقطة حاسمة في مسار تنمية الفرد على وجه الخصوص.
وأضاف المسؤول الترابي أن الشعار يتماشى وأهداف المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي جعلت من أولوياتها تعزيز الرأسمال البشري للأجيال القادمة بالاستثمار في الطفولة المبكرة، والتي تشكل مرحلة حاسمة في حياة الطفل.
وأوضح أن الخبراء في مجال صحة الأم والطفل يؤكدون أهمية الأيام الألف الأولى منذ الحمل وحتى عمر السنتين لما تمثله من تأثير على الصحة المستقبلية للجيل الجديد.
وأكد عامل الإقليم أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تعمل على مواجهة كل ما يعيق التكوين الجيد للرأسمال البشري من خلال التركيز على صحة وتغذية الأم والطفل، داعيا إلى تسريع العمل على تمكين النساء والأطفال من الرعاية الصحية، وتعزيز مجال التغذية الذي يكتسي أهمية كبرى في الحفاظ على صحة الأم والطفل.
وسجل أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية عرفت، خلال المرحلة الثالثة، تحولا حقيقيا نحو تعزيز الرأسمال البشري من خلال تركيز الجزء الأكبر من الجهد على الألف يوم الأولى من حياة الفرد عبر اتخاذ جميع التدابير لتحسين التغذية والحصول على الرعاية الصحية والتتبع قبل موعد الولادة للأمهات وأطفالهن.
من جهته، أكد المندوب الإقليمي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بتازة، عبد الوهاب بلمنصور، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على أهمية تعزيز مجال التغذية والصحة خاصة بالنسبة للأم والطفل خلال الألف يوم الأولى من الحياة التي تنقسم إلى ثلاث فترات هي فترة الحمل، ومن الولادة وحتى سن ستة أشهر، ومن ستة أشهر حتى سنتين، مؤكدا على أهمية المؤشرات والسلوكيات التي تميز الألف يوم الأولى من حياة الأطفال.
من جهته، أفاد السيد لوكيلي بأنه ستنظم حملة تحسيسية وطنية، بشراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية، في الفترة من 22 ماي الجاري إلى 22 يونيو المقبل، بهدف زيادة الوعي بأهمية الألف يوم الأولى وضمان صحة جيدة للأجيال الصاعدة وتعبأة جميع الأطراف المعنية.
وأضاف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن برنامج الاحتفال بالذكرى 19 للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية تميز بتنظيم الأبواب المفتوحة بالمركز الصحي بيت غلام، باعتباره إحدى المؤسسات التي تم إعادة تأهيلها في إطار المبادرة الوطنية، وكذا احتوائه على مجموعة من الفضاءات التي تقدم خدمات تهم صحة الأم والطفل لفائدة ساكنة الأحياء المجاورة.
وضمن فعاليات تخليد الذكرى ال19 للمبادرة، تم توزيع 22 حافلة للنقل المدرسي لفائدة 16 جماعة ترابية بإقليم تازة بكلفة إجمالية بلغت 7 ملايين و920 ألف درهم.
وتروم هذه المبادرة تعزيز أسطول النقل المدرسي من أجل الحد من ظاهرة الهدر المدرسي خاصة لدى الفتيات القرويات.
وجرى تخليد هذه الذكرى بحضور المدير العام لوكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال منير البيوسفي، ورئيس المجلس الإقليمي لتازة، وأعضاء اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، ورؤساء السلطات الأمنية والعسكرية، ورؤساء المصالح الخارجية، ورؤساء الجماعات الترابية، وفعاليات المجتمع المدني.