بقلم : عزالدين قدوري
هل كتب على المواطن التاوريرتي أن يحيا في مدينته حياة الشقاء و التعاسة و الحظ العاثر ؟ .. فبالإضافة إلى أداء المجلس الجماعي المخيب للآمال و الذي بات موضع شكوى و انتقاد من الساكنة لجموده و عجزه عن أداء ابسط مهامه .
فقد بات موضوع غياب البرلمانيين سواء في قبة البرلمان أو حتى على مستوى مدينة تاوريرت يطرح أكثر من تساؤل لدى المواطنين ، حيث لم يظهر لهم أثرا منذ أن مرت الاستحقاقات التشريعية و لم يسجل حضورهم إلا في الاحتفالات الدينية و الوطنية التي تقام من حين لأخر.
فمند تولي البرلمانيين مسؤولية النيابة عن هذا الإقليم و مدينة تاوريرت على الخصوص، لم يسجل أي تدخل أو سؤال شفهي من قبلهم يبين تعايشهم مع مشاكل الإقليم، و مشاركتهم هموم المواطنين على المستوى الصحي و الاجتماعي والاقتصادي و العمراني و البيئي … الذي تعانيه المدينة . فلم يكن بتوليهم هذه المسؤولية إلا أن جعلوا من أنفسهم عبئا و مشكلا مضاف إلى كومة المشاكل المتراكمة بالمدينة .
ان ساكنة المدينة باتت مقتنعة بأن هذا الوضع و المتمثل في سوء التدبير وتردي الأوضاع على المستوى المحلي هو نتاج خالص لتخاذل وتقاعس ممثلي المنطقة على مستوى قبة البرلمان. بل إن الاقتناع بفشلهم تجاوز حدود المدينة و حدود الإقليم حتى بتنا نرى نواب عن أقاليم أخرى يأخذون المبادرة و يطرحون أسئلة كتابية تخص المدينة .
أمام هذا الغياب الغير مبرر للممثلين البرلمانيين عن الإقليم ، و تدخلات برلمانيين من أقاليم أخرى حول المشاكل المحلية و تفاعلهم معها فان الكثير من النشطاء و المتتبعين للشأن المحلي التاوريرتي باتوا يستهزئون من أداء الممثلين البرلمانيين على الإقليم ، فمنهم من وضعهم في ركن البحث عن المتغيبين ، و منهم من أرجع ذلك لكون البرلمانيين ليست لهم مكانة داخل الأحزاب التي يمثلونها و ليست لهم تجربة سياسية ، و لا يتمتعون بمستوى ثقافي يؤهلهم للدفاع عن قضايا الإقليم ، و هناك من يعتبر أنهم لا يحملون أي مشروع ، وهم في حد ذاتهم لا يهمهم الحضور والظهور وطرح الأسئلة، بقدر ما تهمهم صفة برلماني فقط.
فأي ذنب اقترف أهل مدينة تاوريرت ، هذه المدينة التعيسة التي كتب عليها أن تتحمل جمودا تاما على مستوى أداء المجلس الجماعي ، وغياب للممثلين البرلمانيين ؟