بقلم : الخضير قدوري
لقد استطاع السيد بنكيران المحترم بفضل حنكته السياسية وملكته الإبداعية تحديد مستوى القدرة الشرائية للمواطن المغربي واستطاعت حكومته الموقرة المتميزة بجرأتها وشجاعتها على تجاوز ما يسمى بالأزمة الاقتصادية العالمية بأمن وأمان وتمكنت بفضل مصطلح المقايسة الذي ابتكرته لقياس ميزان حرارة هذا الشعب المغلوب أو الصبور أو القوي ولنسميه كما نشاء .
فلولا فضلها ما باتت كثير من محطات الوقود تتخلى عن بيع البنزين بعد أن بقيت السيارات التي كانت تستعمل هذا النوع من المحروقات رابضة في جنبات الأزقة وبأبواب محلات بيع المتلاشيات في حين سيشهد الݣازوال زيادة أخرى خلال الأسبوع القادم ويستمر سعره في تصاعد مطرد مادامت بعض السيارات تسير على الطرقات فلم تتوقف هي الأخرى لتنذر بعودة عهد العربات الحيوانية والدراجات الهوائية لمن استطاع إليها سبيلا رغما عن ذلك فلا ينبغي أن نستعجل الأمور مادامت حكومة السيد بنكيران قادرة على التحكم في ميزان قياس درجة الحرارة في جسم هذا الشعب الذي لم ينذر بعد بوجود أي خطر على المدى القريب .
فبعد الزيادات المستمرة المذكورة في أسعار المحروقات في إطار نظام المقايسة المخصص فقط لرصد الزيادات في أسعار النفط لدى سوق الابيك حتى يتم التعامل بها في السوق المغربية ويتغاضى عن انخفاض أسعاره لدى الأسواق العالمية هذا النظام العجيب الذي لم يسلم من تلاعبه حتى التوقيت الإداري ومازالت حكومة زمانها تملك في جعبتها مزيدا من الخطابات التي تمني هذا الشعب تارة بوجود مخزون وهمي من هذه المادة تحت أقدامه وبعد أيام فقط سيصبح في متناول يده ” نيني يا مومو ” فعما قريب ستملأ خزان سيارتك بدون ثمن وتصبح من الشعوب البترودلار المرفهة وتارة أخرى تمنيه بوجود مخزون أخر للغاز الطبيعي الذي سيتم إنتاجه واستغلاله بعد أسابيع قليلة كل ذلك من اجل تمرير زيادة مرتقبة في غاز البوطان باعتباره من المواد الأساسية التي قد ترفع من درجة الحرارة في المطبخ المغربي وتمس بحياته اليومية والتي يجب التعامل معها بنوع من الحذر غير المشروط .
فهاهي هذه الحكومة الذكية مرة أخرى تمني هذا الشعب بتزويد بيته قريبا من هذه المادة الحيوية بواسطة أنابيب قد تخفف عنه ثقل القارورة فان كان ذلك يدل على شيء إنما يدل عن عزم هذه الحكومة الذكية على إقرار هذه السلسلة من الزيادات في أسعار المحروقات والماء والكهرباء ومن ثم إلحاقها بمادة السكر والزيت وغيرهما من المواد الاستهلاكية الأخرى .
ولم تكن هذه الموجة من الزيادات المتتالية تقتصر على المواد الأساسية والمحروقات وتستهدف فئة دون أخرى بل قد تطال كل فئات الشعب المغربي داخل وخارج الوطن ولم يسلم حتى المقبلون على التقاعد من زيادة في أعمارهم من اجل رفع الحرج على صندوقهم الذي أصبح يعاني من عجز في بدايته كمؤشر ينذر بإفلاسه بعد سنين قليلة وسوف لن تتوقف هذه الزيادة عند حدود الرفع من سن التقاعد وإنما تمتد إلى الرفع من قيمة مساهمات الموظفين فالي عمالنا في الخارج الذين تفكر الحكومة في إجبارهم على التصريح بممتلكاتهم خارج ارض الوطن لأسباب قد تعلمها هي دون مساس بممتلكات العفاريت والتماسيح التي ترعب الأستاذ بنكيران
فان كانت كل الحكومات السابقة على امتداد العقود الخمسة الماضية التي سمي بعضها بالمنجدة من السكتات القلبية وبعضها بالمنجية من الذبحات الصدرية والأخريات بالواقيات من الطاعون والمانعات من السل والتدرن الرئوي وغيرها وقد كانت كلها تتعامل مع هذا الملف وأمثاله بحذر شديد فان حكومة السيد بنكيران كانت بحق أكثرها جرأة وشجاعة وقد استطاعت أن تكتشف حقائق هذا الشعب ومدى قدرته على تحمل ما فوق طاقته وتكشف على انه شعب ليس كغيره بما يتميز به من صبر ورحابة صدر ولا نقول خنوعا وخضوعا نتمنى أن يحالفها الحظ لعهدة ثانية لتزيد وتزيد ولثالثة لتتمم الباقية وبرافو للا حكومة السي بنيزيد .