تاوريرت بريس :
يؤدي وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان الأحد زيارة بثلاثة أيام إلى المغرب بهدف تعزيز التعاون الأمني بين باريس والرباط، في وقت تسعى فيه فرنسا إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات مع المغرب بعد فترة من الفتور بسبب بعض السياسات الفرنسية الخاطئة تجاه شريك دولي إستراتيجي له وزنه الإقليمي والدولي.
وأفادت وسائل إعلام فرنسية بأن دارمانان سيلتقي العديد من المسؤولين المغاربة خلال زيارته إلى الرباط يتصدّرهم نظيره المغربي عبدالوافي لفتيت لمناقشة عدد من القضايا الأمنية.
وينتظر أن تتوج هذه الزيارة بتوقيع عدد من اتفاقيات التعاون في المجال الأمني بين فرنسا والمغرب، مع التركيز على مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات.
وكان وزير الداخلية الفرنسي قد أشاد الشهر الماضي بالنجاح الذي حققته السلطات الأمنية المغربية إثر اعتقالها قائد إحدى عصابات المخدرات الفرنسية وهو متّهم بالتسبب في حرب دامية بين تجار المخدرات في مدينة مرسيليا.
ويتصدّر المغرب دول المنطقة في اختراق وتفكيك عصابات المخدرات ومكافحة كافة أشكال الجريمة العابرة للحدود، فيما تمكنت الشرطة المغربية في عديد المناسبات من اعتقال المئات من المطلوبين للعدالة الدولية، ما أهلّ المملكة لتكون شريكا دوليا هاما في المجال الأمني.
كما سيلتقي وزير الداخلية الفرنسي خلال زيارته إلى المغرب وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق لمناقشة عدد من الملفات المتصلة بالشأن الديني ومن بينها مسألة تدريب الأئمة، ما يؤشر على أن باريس تسعى إلى الاستفادة من المقاربة المغربية التي تقوم على نشر قيم التسامح والاعتدال والسطية ونشر الأمن الروحي في عديد الدول ومكافحة التطرف الديني بكافة أشكاله.
وأدى عدد من الوزراء الفرنسيين خلال الآونة الأخيرة زيارات إلى المغرب، في وقت تسعى فيه باريس إلى إعادة الدفء إلى العلاقات مع الرباط، بعد أن أرسلت إشارات واضحة على استعدادها لإنهاء ترددها في الاعتراف بمغربية الصحراء وتأييدها لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية الذي تطرحه الرباط كحلّ واقعي ووحيد لتسوية النزاع المفتعل حول الإقليم المغربي.
وفي سياق متصل أدى ناصر بوريطة وزير الخارجية المغربي الأسبوع الماضي زيارة إلى باريس التقى خلالها نظيره الفرنسي ستيفان سيجورني وناقشا عددا من الملفات من أبرزها الزيارة المقررة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب.
وأفادت وسائل إعلام فرنسية بأن سيجورني شدد على أهمية تنفيذ خارطة الطريق التي تهدف إلى تسريع وتيرة تعزيز التعاون بين البلدين وإعادة الدفء إلى العلاقات ووصفها بـ”الطموحة”.
وقال سيجورني في تدوينة على منصة “إكس” “يتواصل اليوم زخم الحركية التي استهللتها بزيارتي الماضية إلى المغرب من خلال جلسة عمل مع نظيري ناصر بوريطة”، واصفا العلاقات المغربية الفرنسية بـ”الفريدة”.
وأشارت وزارة الخارجية الفرنسية إلى أن “جلسة العمل التي جمعت الوزيرين مكّنت من إحراز مزيد من التقدم في تنفيذ خارطة الطريق بين البلدين بما فيها تلك التي تتعلق بالاستثمارات الكبرى للمستقبل وكذلك الجوانب الأمنية والتبادلات الثقافية وحتى القضايا العالمية”.
وأبدت فرنسا خلال الآونة الأخيرة اهتمامها بالدخول في شراكات مع المغرب للاستثمار في الصحراء المغربية، الأمر الذي مثل ضربة موجعة لجبهة بوليساريو الانفصالية وداعمتها الجزائر التي باتت تتوجس من التقارب بين باريس والرباط.