بقلم : الخضير قدوري
خمسون سنة , أو نصف قرن ،أو عمر جيلين معا ،زمانا مر من عمر استقلال الدولتين . واخذ من عمر الشعبين كله لا نصفه ولا ثلثه . حقبة زمنية لاشك في أن جل معاصريها قد قضوا نحبهم ومن ينتظرون منهم فهم يقفون على حرف النهاية ولم يحسب هذا الزمان من عمرهم . أو يسجل التاريخ لهم على صفحاته حسنة واحدة وسيئات كثيرة ، فإذا كانت العبرة بالنتائج قد يتساءل الإنسان المغربي أو الجزائري المتعقلين عن الاحرازات المتقدمة في أي مجال وعن الفوائد الايجابية وفي التالي عن تقييمهما للوضع السائد والمتجمد منذ فجر استقلال البلدين . بغض النظر عن المغرضين و السياسويين على المستوى الاجتماعي المنقطع وعلى المستوى الاقتصادي الضائع وعلى المستوى الثقافي المتسيس وليس السياسي المتثقف ، ومدى تأثير مشكل الحدود المغلقة طوال نصف قرن إلا قليلا من المقاطعة وانعدام التواصل على الوضع العام في الجهتين لاشك في أن هذا التأثير كان سلبيا أكثر منه ايجابيا .
مهما كانت الأسباب والدواعي يبقى الجواب واحدا لا ثاني له ولا ثالث يتمثل في التخلف الفكري والتعصب الجاهلي وعقدة الأنا وحب الذات لدى السلطات الحاكمة . ما جعل الشعبين في ضل هذا التقاطع الاجتماعي والتباعد الثقافي قلما يعلقان أمالا كثيرة وطموحات كبيرة حول فتح هذه الحدود أو إغلاقها وتجد مصلحة في تواصلها و تقاطعها . وما أفسدته السياسة قلما ستصلحه الثقافة ومن شب على شيئ شاب عليه لاشك في أن الشعبان قد أصبحا في غنى عن الاهتمام بموضوع فتح الحدود أو إغلاقها في ضل التباعد الذي ساهمت السياسة العمياء التي لا تسير في اتجاه مصلحة الشعوب اليائسة بقدر الزيادة في شرخه وتوسيع هوة الشقاق والكراهية عملا بالمقولة المأثورة لا خير في قديم ولا خير في قادم .
ليبقى السؤال المطروح لاستفتاء الشعبين في واقع الربيع العربي وفي إطار إرادة الشعوب التي لا تقهر عما إذا كانت هذه الشعوب مع أو ضد فتح الحدود بين الدولتين المتجاورتين والشعبين الشقيقين ليبقى القول ما يقوله الشعبان رغما عن السياسة والسياسيين إذن سنبقي باب التصويت مفتوحا من اجل استطلاع رأي الشعبين .