تاوريرت بريس / مراسلة
احتضنت مؤسسة التفتح الأدبي والفني بمدينة كلميم، الثامن من الشهر الجاري، لقاء احتفائيا بالإصدار الشعري الأول للشاعر والمسرحي عبداللطيف الصافي. اللقاء، الذي نظمته جمعية أدوار للمسرح الحر بكلميم ضمن برنامجها الثقافي والفني للموسم الحالي، عرف مشاركة الشعراء والنقاد: عبدالحق ميفراني وهشام الدللوري ومراد المتيوي، وحضورا لافتا لوجوه أدبية وفنية وجمعوية وإعلامية من مدينة كلميم.
ويمثل هذا الإصدار الشعري، والذي صدر عن مطبعة بلال بفاس السنة الجارية، أول ديوان شعري للشاعر والمسرحي عبداللطيف الصافي. الفنان الكلميمي الذي راكم تجربة مهمة في مجال التأطير التربوي والمسرحي، الى جانب إشرافه على العديد من المهرجانات الشعرية والمسرحية، وإخراجه وإعداده للعديد من المسرحيات الاحترافية مع فرقة أدوار.
“ثلاث مقامات من سيرة الوجع”، يضم في الأساس، ثلاثة دواوين شعرية (وتر يضخ نبض الماء في قلبي، برولوج الوجع، صمت الخيام). ويشير الشاعر والناقد عبدالحق ميفراني، وهو يتأمل مسار تجربة الشاعر والمسرحي عبداللطيف في تقديمه للديوان: “في ثلاث مقامات من سيرة الوجع، نحن أمام ثلاثة دواوين شعرية، جامعها الحب كموضوعة مهيمنة، وتفاصيلها سير الوطن والكتابة وأحلام مؤجلة. لا تبدو المجموعة منفصلة، على مستوى تواريخ الكتابة، … السيرة.. سير، وإن بدت مواضيعها ترفل بين ثنايا القصائد. بين المسرح والشعر، مساحة قصيرة وتجاذبات وتقاطعات ووشائج، …وكأن الشاعر يغير المعادلة، في أن يكون المسرح أولا وأن يأتي فيض الشعر بعده…لكنها هنا سيرة لمقامات الوجع.. استعارة على الكتابة والمحو.. يكتب الشاعر بعضا من شجونه، وانجراحاته، والكثير من فيض الحب. لكن المهم في هذه التجربة، هو سخاء العطاء و أفق الكتابة والإبداع…”
توقف الناقد الدكتور مراد المتيوي عند مفهوم الشعرية، في تأطير ومهاد نظري لورقته حول ديوان الشاعر والفنان عبداللطيف الصافي، معرجا على تنظيرات النقاد والمدارس لقصيدة النثر، ليتوقف عند تحليله ل”ثلاث مقامات من سيرة الوجع” عند بنى تركيبية وصوتية ومعجمية. مركزا على الأبعاد الدلالية لعوالم الديوان، خصوصا صيغة المقامات وبعدها الصوفي، كما عرج الناقد مراد المتيوي على الخلفيات المؤطرة للعديد من نصوص الديوان في استغوار لبنياتها واستعارتها ومجازاتها.
اللقاء الاحتفائي، والذي أشرف على تأطيره الشاعر هشام الدللوري، شهد تقديم قراءات شعرية للشاعر والمسرحي عبداللطيف الصافي، الى جانب تقديم شهادته حول مفهومه للكتابة والشعر. مركزا على البعد القيمي للشعر والحاجة اليوم لتمثل قيم المحبة للإنسانية، في هكذا عالم ينحو نحو العدم. واختتم اللقاء بتوقيع الإصدار الجديد، بحضور لافت للعديد من الوجوه الأدبية والفنية بالمدينة.