بقلم : الخضير قدوري
منذ شهورعديدة قلنا كاد زيت خزان مصباح بنكيران ان ينتهي, وبعد اسابيع قليلة قلنا كاد مصباح بنكيران ان ينطفئ, واليوم سنقول كاد صبر منتخبي بنكيران ان ينفذ, وغدا او بعد غد ستقول الايام ما لم نقله لبنكيران الذي سيعجز لسانه عن الكلام , وسوف لن يجد في جعبته ولا في ذاكرته وفلسفته وحنكته ما يمكنه من الالتزام بالحد الادنى من وعوده وتعهداته بمحاربة الفساد الذي الهب اموال الشعب فاذا به يوصي بحماية المفسدين والعفو عما سلف والتستر عما تخلف فيعمد الى شق جيوب المساكين والمستضعفين الذين حملوه على ظهورهم فانزلوه المنزل اللائق حيث يحق له ان يجازيهم شر الجزاء, لقد اصبح بنكيران الامس في نظر بعضهم يختلف اختلافا بينا عن بنكيران اليوم شكلا ومضمونا قولا وفعلا, حتى اصبح بنكيران في ذاكرة الشعب حكاية لاتختلف عن حكاية الملك سليمان يوم غضب على فرقة او قبيلة من قبائل الجن, فاراد ان يعاقبهم او ينتقم منهم لذنب ارتكبوه ,ثم حكم عليهم بنقل تراب جبل وترحيله الى جهة اخرى ,لم يكن الحكم المشمول بالنفاذ المعجل يستثني شيخا عجوزا من شيوخهم اوشابا مريضا من شبابهم اوطفلا صغيرا من اطفالهم ولا ذكرا ولا انثى من ازواجهم ,وقد لقي الجنة جميعا عذابا اليما نتيجة هذا العقاب القاسي والذي دام سنينا طويلة ,ولما انجزوا الامرعلى اكمله واستوفوا الشروط سيروا مبعوثهم الى نبي الله سليمان ليخبره بذلك حتى ياذن لهم بالانصراف ويرفع عنهم العذاب ,لكن هذا الاخيرحمل مبعوثهم امرا جديدا يقضي بنقل كل الصخور وترحيلها من مكانها الى مكان اخر, ولما عاد هذا المبعوث الى اهله بالنبأ المفجع اصيبوا بنكسة وخيبة امل جعلتهم يخرون من هوله الى الارض متسمرين في اماكنهم مذهولين وقد تعطلت لديهم ملكات الفكير للبحث عن انجع الحلول, فلم يستطع اغلبهم التحكم في ثورة الانفعال والاندفاع بالعفوية نحو التمرد والعصيان والانقلاب عن الملك سليمان, ومازالوا في حيرة من امرهم بين الاخذ والرد ومالم يستقر رايهم على حال في هذه اللحظة الحرجة وقف بينهم شيخ من شيوخهم منهكا متعبا فانيا, وقام فيهم خطيبا وصائحا باعلى صوته مهدئا روعهم وثنيهم عن عزمهم قائلا” يامعشر الجن اصبروا وصابروا واثبتوا وابشروا بان حبل سليمان قد اشتد والان فقد كاد ان يتقطع ” فلم تمر سوى ايام قليلة ثم توفي سليمان وكفى الله الجن عقابه وجنبهم عاقبة التمرد والعصيان ترى فهل سيستطيع الشعب تحمل عقاب حكومة بنكيران واحتمال الزيادات المتتالية في الاثمان وكل ذنبهم في ذلك انهم قد انتخبوه لالشيئ الا ان يعيد لهم مانهبه المفسدون ويحميهم من جشع المترفين بذلك سيكفيهم احكام صناديق النقد والمقاصة والمقايسة واللعب بالالفاض فاذا بالسي بنكيران يعفو عنهم جميعا ويصرح بانه لايستطيع محاربة التماسيح والثعابين ولكنه يستطيع محاربة مستضعفي هذا الشعب الصبورالى ان يكفيه الله مكر السياسيين ويجنبه شر حكومات الاحزاب والمتحزبين
ليبقى السؤال المطروح هل سيكون لحزب المصباح يوم بلاغد وقد اطفا الشمعة الاخرة من حياته وهل يكون بنكيران قد كسر مصباحه الى الابد وسياتي يوم فيتوارى عن الابصارخجلا ممن نقض معهم عهده وسيمشي تائها في شارع الضلام متنكرا وراء حلق شعر لحيته متخفيا عمن وعدهم فاخلف وعده ومن ااتمنوه فخان امانته فاذا صحت حكاية الجن والملك سليمان وكان الله قد سخر له الجنة والشياطين فهل يكون قد سخر شعب هذا البلد لحزب بنكيران وغيره رغم كل ذلك يبقى الفهم غائبا عن فهم هذا الشعب الذي لدغ من نفس الجحر الاف المرات ومازال يثق بالسياسة والسياسين ومكرالاحزاب والمتحزبين وقد لايوجد الاذكياء الا في مجتمعات الاغبياء اني رايت فيما ارى وفي من يسمون مناضلين في احزاب اومن يسمون اعيانا في مدن مامعناهم في ملتي واعتقادي سوى حشوا في القول وفي العمل وماهم في الحقيقة سوى احجارا منحوتة تنمق بها واجهات القصورولايختلفون في احوالهم واشكالهم عن كراكيز تتحرك بحركات الاصابع وبمعنى اخراقل ما يقال عنهم انهم مجرد عظام بلا لحم ولا ايدام تملا بها صحون اللئام واذا بقي من هذه الاحزاب من لم يركب ظهر هذا الشعب فليتفضل مادام قائما على قوائمه الاربع