بقلم : الخضير قدوري
هبت علينا ريح تحمل أخبارا مفادها ان بعض الرؤوس التي أينعت في مدينة تاوريرت قد آن أوان قطعها وللإشارة فقط لا نريد ان نسابق الأحداث لان ما سمعناه قد يكون من سابع المستحيلات إلا أن تكون سابقة من نوعها في تاريخ القضاء الإداري ليكشف عن حقيقة استقلاليته ونزاهته وجرأته
لكن قد لا يمكن لذي خبرة متواضعة أن يحيط بكل ما يدور في كواليس عالم العفاريت الإنسية والتماسيح الآدمية وقد علمتنا الحياة في هذا الوطن ان لا نصدق كل ما يقال ولا نؤمن بكل من يقول في وقت اختلط فيه الحق بالباطل والصدق بالكذب وتشابه فيه الصالح والطالح كيفما كان الحال فقد علمتنا الحياة أيضا أن نأخذ الحيطة والحذر من أن نصيب قوما بجهالة كل ما في الأمر انه قد وصل إلى علمنا أن المحكمة الإدارية بدأت في استجواب بعض الرؤوس التي غرتهم حياة الدنيا وخدعهم ركوع عبدة الشياطين وألهاهم التكاثر
واذما صدقت الرؤيا سنرى مذنبات أخرى تخبو في سماء المدينة وتغوص في عمق الثقب الأسود “لكن “وهي كلمة أتشاءم منها وأخافها ولا استحسنها واثقا من كونها مازالت تتحكم في القرارات الصادرة عن أية جهة رغم كل ما يقال ويحقق ويصدق ورغم أني مازلت أومن بالقاعدة النحوية القائلة بان كلمة ” لكن” هي أداة تنفي ما قبلها وبعد موت سيبويه قد يختلف النحاة في إعرابها ويختلف فقهاء السياسة في شرحها وتفسيرها والراجح ما قد صار إليه مفتي الحكومة بقوله لقد عفا الله عما سلف بذلك ستلغى كل الأحكام وتبرا ذمة كل فاسد وناهب للمال العام
ومهما كان الأمر وفضا عته فإننا سننتظر إلى أن يصير الهلال بدرا والى تتوسط الشمس السماء مع ذلك فان عمل ” لكن ” قد يحدث المفاجأة وهي قادرة على أن تنفي ما قبلها ويصبح الخبر مجرد كلام ليل يمحوه النهار وبالأحرى أن يحدث العكس لأن ما تعودناه في مغربنا وتعلمناه أن لا نستغرب من أي أمر يبدو مخالفا لطبيعة الكون
” لكن ” هذه المرة لا احسبها ستنفي مشيئة الله إذا أراد أن يهلك قرية فيمهد لها الأسباب ليجعلها أية وعبرة للذين يتربعون على كراسي المسئولية ويضعون وراء أبوابهم المغلقة بوابين ومدراء دواوين وبطانة تتألف من زبانية تسبح بحمدهم بكرة وأصيلا فهم لا يسمعون إلا ما يقولون ولا يرون إلا ما يصفون بدل الشرفاء الأتقياء الذين يرينهم الحق حقا والباطل باطلا فيدلونهم على الخير ويعينونهم عليه
فهاهم غير هؤلاء اليوم قد يتبرءون من صاحبهم ويقولون ما قالت الشياطين لقرائنها نحن أبرياء منكم أننا نخاف الله رب العالمين ربما قد يتأكد من قولنا ذاك الواقف حاليا في قفص الاتهام ليواجه حكما كيفما كان سيكون مؤثرا على ما تبقى من حياته وستتبادر إلى ذهنه كل كلمة قيلت له من طرف صديق اوعدو ومن ظالم ومظلوم وليتها من ذاكرة قد لا تدع كبيرة ولا صغيرة إلا استحضرتها أمام عينيه وهو عليها شاهد فاعتبروا يا أولي الألباب واعلموا أن الله يمهل ولا يهمل فاتقوا مكره ربما قد لا يعفو عما سلف من أمثالكم