بقلم : عزالدين قدوري
مع انطلاق ما يسمى بالمعرض السنوي للصناعة التحويلية بمدينة تاوريرت ، ارتفعت أصوات العديد من الفاعلين و الجمعويين من المجتمع المدني تنادي بإلغاء هذا المعرض وكذا الكولسة التي يعرفها، حيث استنكرته مند انطلاق أول نسخة منه ، و لا زالت تستنكره فئة عريضة من المجتمع المدني بالإقليم و من أفراد الجالية معتبرة أن تنظيم معرض مثل هذا ما هو إلا هدر للمال العام و لن تستفيد منه إلا الجهة المنظمة فقط ،
في الوقت الذي تغرق مدينة تاوريرت في مستنقع من المشاكل و على رأسها المشاكل البيئية التي تتسبب فيها عصارات معامل الزيتون (المرجان) التي تلوث مياه وادي زا و شلال الصباب و تقضي على التربة و المحاصيل الفلاحية وتتسبب في الأمراض للحيوانات و الثروة السمكية و بالتالي تتسبب في أثار جانبية حتى على صحة الإنسان . فرغم اتساع مساحة التخلف لدى فئة من ساكنة المدينة و التي يتم استغلالها في الترويج لهذا المعرض و تلميع صورته و صورة الساهرين عليه عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي مقابل مصالح خاصة ضيقة إلا أن هناك فئة قليلة من المثقفين وأصحاب الضمائر الحية التي لا زالت لها غيرة على المصلحة العامة و التي تفرض ثقلها بمواقفها الثابتة . و هي ترى أنه أصبح من الضروري توجيه الانتقاد و معارضة كل ما من شأنه الإضرار بأوضاع المدينة ، في إطار انتقاد بناء و معارضة خلاقة تصب في الصالح العام، عكس الترويج عبر مواقع التواصل الاجتماعي الذي تنهجه بعض الأطراف من أجل المصلحة الخاصة و خدمة لأجندة سياسية معينة لا أقل ولا أكثر .
كما تطالب أيضا برفع الغموض الذي يلف طرق الدعم المالي الكبير، الذي يخصص لهذا المعرض، و الكشف عن مصادر التمويل، وقيمته الحقيقية، وطريقة صرف الدعم المتحصل عليه. و كشف الأسباب الحقيقية التي تدفع المنظمين إلى تنظيم هذا المعرض بالضبط بالقرب من معهد اللوجيستيك رغم علمهم بعدم توفر حافلات النقل الحضري في حين كان عليهم تنظيمه على الأقل بساحة ( السوق المحروق ) المتواجدة بمركز المدينة و التي خصصت للمهرجانات و المعارض.
بل انه حتى من الناحية التنظيمية فان هذا المعرض يطرح عدة تساؤلات ، إذ كيف يعقل أن يطلق عليه معرض الصناعات التحويلية في الوقت الذي نجد به إنتاج الزيتون و الذي تعرف به مدينة تاوريرت يقتصر على فئة معدودة على الأصابع مما يدعو إلى الاستغراب خصوصا و أن مدينة تاوريرت يوجد بها ما يقارب 176 وحدة إنتاجية.
لهذا فإننا نتساءل :
هل من الحكامة في تدبير المال العام أن تحصل جهة معينة على دعم و شراكات لتنظيم تظاهرة باذخة في مدينة يطالب فيها المعطلون بالتشغيل، مدينة تتخبط في مشاكل صحية و مشاكل مرتبطة بالبنية التحتية و مشاكل بيئية و مشاريع متوقفة وووو ….. ؟.
و خير ما نختم به تدكير بقوله عز وجل : ” وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ” البقرة: 205