تاوريرت بريس :
شكل موضوع “إسهامات قبائل جرسيف في المقاومة من أجل التحرر والاستقلال”، محور ندوة فكرية نظمت، أمس الخميس بجرسيف، تخليدا للذكرى الـ47 للمسيرة الخضراء المظفرة، والذكرى الـ67 لعيد الاستقلال المجيد.
وخلال هذه الندوة، التي نظمتها المديرية الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بجرسيف، بشراكة مع فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير، ومركز الشرق للدراسات والأبحاث، تم استحضار التضحيات الجسيمة لرجالات المقاومة وجيش التحرير والحركة الوطنية، التي مكنت من تحقيق استقلال الوطن عن الاستعمار الفرنسي خلال فترة الحماية.
وأبرز المتدخلون خلال هذا اللقاء، مختلف الاسهامات التي قدمتها القبائل المحلية بمنطقة جرسيف في التصدي للاستعمار، مشيرين إلى أنه بعد احتلال مدينتي وجدة في مارس 1907، وتاوريرت في عام 1910، دخلت هذه القبائل في مواجهة مباشرة مع الجيش الفرنسي الذي كان يسعى للتوسع في المنطقة.
وأشاروا إلى أن قبائل ضفتي ملوية حاربت هذا الاستعمار بكل الوسائل سواء عبر تهريب السلاح من الريف إلى الأطلس المتوسط بإيموزار مرموشة، أو تجنيد المجاهدين والدخول في معارك عسكرية ضد المستعمر محليا.
كما استحضرت المداخلات أهم رجالات المقاومة وجيش التحرير بالمنطقة خاصة محمد بن قدور الورايني بمنطقة بركين الذي تم تكليفه بتكوين فرقة لجيش التحرير بمنطقة بني وراين ومرموشة، والتنسيق مع أعضاء جيش التحرير بمنطقة الريف، بالإضافة إلى تسليط الضوء على سيرة الشهيد علال بن عبد الله الذي كان ينتمي لقبيلة هوارة بجرسيف والمزداد بها، وكذا دوره في الضغط وتكثيف الهجمات على الجيش الفرنسي.
وأبرز المدير الاقليمي للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بجرسيف، عبد العزيز انسي، الدور الذي تقوم به الأطر التربوية والإدارية بالمديرية في ترسيخ قيم المواطنة لدى الناشئة داخل المؤسسات التعليمية، والتي تستمد قوتها من الإرث التاريخي والحضاري الذي خلفه الأسلاف من المقاومين وأعضاء جيش التحرير والحركة الوطنية.
وأشار، في هذا الصدد، إلى إعداد برامج وأنشطة للتوعية والتثقيف وكذا التكوين في مجال التربية على المواطنة وتنمية السلوك المدني لفائدة التلاميذ والأطر التربوية، بالإضافة إلى دعم عمل نوادي التربية على المواطنة وحقوق الانسان والنزاهة، وكذا تقوية موقعها وأدوارها في الحياة المدرسية.
من جهته، استحضر القائم على فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بجرسيف، بلال بروز، الأدوار الهامة التي اضطلعت بها قبائل جرسيف بشكل خاص، ومنطقة الشرق والريف بشكل عام، في الدفاع عن حرية الوطن واستقلاله ومحاربة المستعمر، مبرزا أهمية مثل هذه التظاهرات الثقافية في ترسيخ قيم المواطنة والاعتزاز بالتاريخ المشرق لحركات المقاومة وجيش التحرير المغربي.
وتميزت هذه الندوة الفكرية، بتكريم المقاوم شيهب لفضيل، أحد رجالات المقاومة وجيش التحرير بمنطقة جرسيف.