بقلم : عزالدين قدوري
مرت سبع سنوات على وضع الحجر الأساس لبناء المركز الثقافي بمدينة تاوريرت ، هذا المشروع الذي رصد له غلاف مالي إجمالي قدره 00 .8.276.508 درهم.
لكن و للأسف، توقفت أشغالها و باتت خراب تسكنه الأشباح و يسمع فيه نعيق البوم . و لازال التعثر في تنفيذها مستمر إلى يومنا هذا مما يثير تساؤلات عريضة لدى الساكنة، و بدأ اليأس والشعور بالإحباط يتسلل تدريجيا إلى نفوس كل المواطنين بمدينة تاوريرت هذه المدينة المنكوبة ، بعد أن تحولت آمال سكانها و تطلعاتهم إلى غضب واستياء عارمين جراء توقف هذا المشروع التنموي الذي أعطى انطلاقته عامل الإقليم السابق السيد عبد العزيز بوينيان .
و هو المشروع الذي كانت الساكنة تمني نفسها بالاستفادة من مختلف مرافقه المتمثلة في المسرح و قاعة للتداريب و قاعة للندوات و عرض الأنشطة و ورشات للفنون و فضاء للعرض و مكتبة وسائطية للأطفال و البالغين و مساكن للفنانين بالإضافة إلى قاعة للاستقبال و مرافق و تجهيزات أخرى. لكن لا شيء من هذا قد تحقق ، و باتت مجرد أحلام متوقفة .
وعلى الرغم من الحديث مرات عدة عن انفراجة قريبة لهذا المشروع و استئناف العمل به ، و أخرها الزيارة الخاطفة التي قام بها وزير الثقافة لهذا المشروع بعد زيارة كانت مبرمجة لمدينة دبدو . فإن شيئا لم يحدث بعد، و ظلت السنوات والأيام تتعاقب على هذا المشروع حتى يومنا هذا.
و رغم التساؤلات المستمرة لفئات المجتمع المدني حول دوافع و أسباب توقف أشغال هذا المشروع ، إلا أنها لم تتلقى أي جواب أو توضيح، في وقت عبرت الساكنة و مختلف فعاليات المدينة عن امتعاضها من السياسة المتبعة في تنفيذ هذا المشروع الذي طال أمد بناءه ، خاصة وأنه يقع في مكان استراتيجي مهم من المدينة ، و خضع للدراسة و خصصت له مزانية لتتم أشغاله في وقت محدد.
و أمام سكوت المسئولين و الساهرين على الشأن المحلي و عدم تقديمهم لأي إجابات أو توضيحات حول هذا التوقف ، فقد باتت تتسع رقعة الشائعات و الأحكام الجاهزة بين الساكنة حول هذا المشروع .
وفي الأخير، فإنني كصحفي و لكوني واحد من الأبناء الوفيين لمدينة تاوريرت ، الغيورين عليها الذين تحترق قلوبهم على ضياع مدينتهم و هم يرون مشاريعها تتوقف و تفشل واحدة تلو الأخرى ، فالإسراع الإسراع من أجل إنقاذ هذه المدينة اليتيمة قبل فوات الأوان إن لم يكن قد فات.