تاوريرت بريس :
تشكل منصة الشباب بإقليم الناظور، التي تم إحداثها في إطار المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، نقطة انطلاق حقيقية للشباب بهدف تجسيد أفكار مشاريعهم والولوج إلى سوق الشغل.
وتقدم المنصة، العنصر الأساسي في محور تحسين الدخل والادماج الاقتصادي للشباب، خدماتها لشباب الإقليم حتى يتمكنوا من تطوير قدراتهم ومهاراتهم الشخصية والمهنية، بالإضافة إلى مواكبتهم لتحقيق طموحاتهم في إنشاء مقاولاتهم الخاصة، وبالتالي الدفع بدينامية سوسيو – اقتصادية قوية على مستوى الإقليم.
وأكد حمزة مومو، إطار في منصة الشباب بالناظور، في تصريح للاعلام، أن هذه البنية تضم قطبين رئيسيين؛ وهما قطب ريادة الأعمال، مخصص لاستقبال ومواكبة حاملي المشاريع أو أفكار مشاريع، وقطب التشغيل الذي تتمثل مهمته في تعزيز قابلية التشغيل لدى الشباب من خلال تقوية قدراتهم.
وبخصوص ريادة الأعمال، توفر المنصة المواكبة لحاملي المشاريع في مرحلتي ما قبل الإنشاء وما بعد الإنشاء.
وأوضح أنه “في مرحلة ما قبل الإنشاء، ندرس المشاريع التي يرغب الشباب في إنشائها ونقوم بدراسة الجدوى، من خلال سلسلة من الورشات التي تهم عدة مجالات، مثل التسويق الرقمي، ودراسة السوق، واستراتيجية الولوج إلى السوق، بالإضافة إلى طرق التمويل والحلول الممكنة، سواء من خلال القروض كما في برنامج “انطلاقة”، أو من خلال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تعمل على دعم مشاريع الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و 45 سنة”.
وخلال مرحلة ما بعد الإنشاء، فإن الأمر يتعلق بمساعدة حاملي المشاريع على تجاوز العقبات والصعوبات، التي ترتبط في الغالب بسوء تدبير المشروع أو الإعداد غير الكافي.
وأكد السيد مومو أن “دورنا يتمثل في القيام بزيارات ميدانية لتقييم الصعوبات، وتحديد نقاط الضعف التي تؤثر على المشروع، ودراسة وملاءمة رقم الأعمال المتوقع في الدراسة المبدئية لجدوى المشروع، ومعرفة المشاكل ذات العلاقة بالزبناء، وتحديد الاحتياجات التكوينية لتحسين قدرات حاملي المشاريع”.
ويظل الهدف النهائي هو نجاح واستدامة المشروع، حيث يتجسد ذلك إلى من خلال إحداث فرص شغل.
أما المحور الثاني من المنصة فهو مخصص، بالتحديد، لتعزيز التشغيل، حيث يستقبل هذا القطب الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و 45 سنة، الحاصلين على الشواهد أو بدونها، بهدف تحديد مهاراتهم وتقييم قابليتهم للتشغيل في ضوء احتياجات سوق الشغل.
ويتعلق الأمر بمسألة مساعدة كل باحث عن شغل في إيجاد فرصة عمل تتلاءم مع قدراته وكفاءته، أثناء مواكبته من خلال العديد من الورشات المتعلقة بالمهارات الشخصية أو تقنيات البحث عن شغل أو كتابة السير الذاتية والرسائل التحفيزية، لزيادة الحظوظ في الحصول على شغل.
وخلص بالقول “أبوابنا مفتوحة لأي شاب بإقليم الناظور، للعمل يدا بيد من أجل المساهمة في التنمية المحلية، من خلال إحداث مقاولات وفرص شغل”.
من جهته، قال مراد الفاكيهي، رئيس مصلحة برنامج تحسين الدخل والاندماج الاقتصادي الشباب بقسم الشؤون الاجتماعية بعمالة الناظور، إنه منذ إنشاء هذه المنصة في إطار المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (2019 -2023) حتى بداية غشت المنصرم، تمت المصادقة على حوالي 77 مشروعًا من قبل اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية في محاور ريادة الأعمال، وتحسين الدخل، لفائدة 30 تعاونية، و44 شركة، و3 مقاولين ذاتيين.
ويستفيد من هذه المشاريع حوالي 150 شخصا بغلاف مالي إجمالي يبلغ حوالي 34.5 مليون درهم، منها نحو 16 مليون درهم مساهمة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، و18 مليون درهم بالنسبة لحاملي المشاريع.
وفي ما يتعلق بمحور القابلية للتشغيل، أضاف أنه يتم تنفيذه في إطار اتفاقية شراكة مع جمعية الجسر، بهدف تكوين وإدماج حوالي 160 شخصا في سوق الشغل على مستوى إقليم الناظور.