تاوريرت بريس :
جرى أمس الجمعة بمركب المعرفة بوجدة، تدشين بيت الذكاء الاصطناعي، بمناسبة اختتام فعاليات النسخة الرابعة لأسبوع الذكاء الاصطناعي المنظم تحت شعار “الذكاء الاصطناعي في المغرب : الوضعية الراهنة والفرص والتحديات الاجتماعية”.
ويسعى هذا البيت التابع لجامعة محمد الأول بوجدة، والذي تم افتتاحه بحضور، على الخصوص، مسؤولين محليين وخبراء مشاركين من المغرب والخارج، إلى أن يكون فضاء للتلاقي بين مختلف الفاعلين لتطوير واستكشاف تقنيات من أجل بناء مستقبل المنطقة والمساعدة في جذب الشركات المبتكرة في مجال الذكاء الاصطناعي.
وأشار رئيس جامعة محمد الأول، ياسين زغلول، إلى أن بيت الذكاء الاصطناعي هذا، يعتبر الأول من نوعه على المستوى الإفريقي الحاصل على حق امتياز من طرف نظيره بالألب ماريتيم بفرنسا الذي يعد من أكبر مراكز البحث في الذكاء الاصطناعي على الصعيد الأوروبي.
وأكد السيد زغلول، في تصريح للصحافة، على أهمية هذا الفضاء للذكاء الاصطناعي في البحث العلمي، وخلق فرص شغل جديدة، وكذا تطوير العنصر البشري وتثمينه في هذا المجال، مشيرا إلى أن الجامعة تتوفر على كفاءات قادرة على تفعيل هذا البيت والعمل على إنجاح مهمته.
وبمناسبة هذا الحدث العلمي الذي نظمته جامعة محمد الأول بتعاون مع عدد من الشركاء، تم توقيع مجموعة من اتفاقيات شراكة مع فاعلين اقتصادين وفي مجال البحث العلمي، وكذا مع معاهد ومقاولات معروفة على الصعيد العالمي في ميدان الذكاء الاصطناعي.
وفي هذا السياق، أكد السيد زغلول أن من شأن هذه الشراكات دعم الذكاء الاصطناعي داخل جامعة محمد الأول في مختلف المجالات ذات الصلة، مضيفا أنه سيتم العمل على إحداث منطقة داخل الجامعة تتضمن جميع الوسائل الكافية لإنجاح مهمة بيت الذكاء الاصطناعي.
واعتبر أن هذا البيت، والشراكات، وكذا المراكز الثلاثة التي تتوفر عليها الجامعة (طباعة ثلاثية الأبعاد، تكوين الطلبة في مجال الكودينغ، طباعة البطائق الالكترونية)، من شأنها أن تجعل من جامعة محمد الأول “سيليكون فالي” على الصعيد الوطني، مشيرا إلى أنه سيتم، في السياق ذاته، العمل بمعية شركاء الجامعة على تنظيم المعرض الأول الإفريقي للذكاء الاصطناعي بشراكة مع نظيره الأوروبي.
من جهته، أبرز مسؤول بيت الذكاء الاصطناعي بجامعة محمد الأول بوجدة، والأستاذ المختص في المجال، بوشتنوف التومي، أهمية هذا البيت التي ستشكل كفضاء للتلاقي بين الفاعلين المهنيين والباحثين حول المشاريع المتعلقة بالذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات.
وأضاف أنه تم الشروع في إنجاز بعض المشاريع المتعلقة بهذا الذكاء الاصطناعي، وسيتم إطلاق أخرى بفضل الشراكات المبرمة اليوم مع عدد من الفاعلين في هذا المجال، وذلك لتحقيق أحد الأهداف الرئيسية من هذا الفضاء والمتمثل في التعريف بالذكاء الاصطناعي للباحثين والشباب والمقاولين والمهنيين في مختلف المجالات (الزراعة، السياحة، الطب…).
وتضمنت فعاليات النسخة الرابعة من أيام الذكاء الاصطناعي، عدة ندوات ولقاءات وورشات أطرها خبراء مغاربة وأجانب، وتناولت مواضيع “الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته وأخلاقياته”، و”الذكاء الاصطناعي والتنمية المستدامة”، و”الذكاء الاصطناعي والطب”.
كما شمل برنامج هذه التظاهرة العلمية، التي كانت مناسبة للمشاركين للنقاش حول استخدام الذكاء الاصطناعي في المغرب، وغرس دينامية تعاونية بين مختلف الفاعلين في المجال، فضاء للعرض وأروقة أشرفت عليها مقاولات لتقديم منتجات وحلول ملموسة وتعزيز التبادلات التقنية.