بقلم : الخضير قدوري
أهم ما ميز الاحتفال بالذكرى 15 لتربع صاحب الجلالة على عرش أسلافه بمدينة تاوريرت كغيرها من المدن ومثلها من المناسبات ولفت انتباه كثير من الفعاليات المحلية والإقليمية والوطنية على المواقع الاليكترونية والمنابر الصحفية إلى ظاهرة التغييب الثقافي والأدبي والعلمي والفكري من على الساحة المحلية مع توالي الأسئلة المطروحة فيما إذا كانت مدينة تاوريرت التي تستحضر هذا الكم من الطاقات الرياضية والفنية وغيرها وتغيب كل الطاقات الإبداعية والثقافية والفكرية والعلمية لانعدامها أو فقدانها أو موتها أو رغبة من القائمين على قطاعها في قتلها وتقتيلها في حين أن هذه المدينة تزخر بفعاليات مهمة في هذه المجالات كلها من أساتذة جامعيين ومبدعين في شتى المجالات الفكرية والأدبية والعلمية فإذا كانت السلطات المهتمة بهذا القطاع والمختصة في البحث فيه تجهل أو تتجاهل مواقع هذه الفعاليات فمعنى ذلك أنها مقصرة في عملها ما يجعلها مرمى أصابع الاتهام بالتعمد على تهميش هذه الطاقات وعن قصد في إبعادها لأسباب قد تختلف حولها نظريات المؤولين والمحللين التي تجمع على دونية المسئولية الملقاة على عواتقهم .
انه من منطق التواضع ونكران الذات وترك مظاهر الأنا وعزة النفس التي تعتبر سمة من سمات هذه الفعاليات التي لا تريد أن تحمل أسفارها لمن لا يقدرون على حمل ثقلها ولا تقبل على عرض إنتاجها في أسواق خالية من مسوقيها ومستهلكيها وحتى من متذوقيها مما يتعين على المسئولين على هذا القطاع الثقافي الذين يرغبون في أن يكون لهم نصيب من التقدير على ما يبذلونه من جهد في التنقيب والبحث في الأغوار العميقة عن الثروات التي تزخر بها هذه الأرض الطيبة وينفذون إلى الأعماق المتوغلة التي تختفي فيها هذه النفائس الثمينة باعتبارها الثروة الخام والمعيار الذي يميز كل بلد على مثيله ويتميز به كل وطن على غيره .
من واقعنا وموقعنا فإننا لانعدام الرد على هذه التساؤلات في شكل انتقادات موجهة بالأساس إلى من لا يملكون الأدوات في مواجهتها والأجوبة على تساؤلاتها فأقول إن كانت هذه النفائس المتخفية وراء كثير من العلب الإسمنتية في مدينة تاوريرت يعلوها الغبار و يطالها النسيان ولم تجد لها مكانا يحفظها من الإتلاف ويمنعها من الإهمال والضياع ففي البعد تصم أصواتهم الأذان في حين تبقى أذان محيطهم عنهم في صمم وتملا أخبارهم الأجواء عندما تكون أجواء مدينهم عنهم في غنى مصداقا لقولهم “عند أهلنا حصائر وعند غيرهم بصائر”
فصبرا حملة هذا الهم وصبر على ظلم ذوي القربى والسياسة ومحبوا الذات والانا الذين يطفئون انوار مدينتهم ويفضلون العمه في ظلامهم ويخنقون أنفاسهم وأنفاس مجتمعهم من حيث لا يعلمون ويحسبون أنهم يصلحون في الأرض وهم يفسدون.
صبرا أيها المفكرون والمبدعون لابد لليلكم أن ينجلي ولا بد لقيدكم أن ينكسر ولا بد من يوم سيبحث عن أثركم الجاهلون علهم يهتدون إلى مواقعكم ولن يهتدوا إلا بسلطان يفتقدونه إلى الأبد وسوف يعمدون إلى واجهات مؤسسات فيرفعون عليها عناوينكم والى شوارع قلما وطئتها أقدامكم فيكتبون عليها أسماءكم عندئذ سيضحك من غباوتهم التاريخ ويسخر من نفاقهم الزمن وتبكي من جهلهم الأجيال .