تاوريرت بريس :
منذ الـ22 من شهر ديسمبر2017 كانت شوارع جرادة تعجّ بالمحتجّين على خلفية مصرع شابين بعد انهيار منجم فحم مهجور في المدينة ، ونظرا للتجاوب المبدئي الذي كان من طرف الحكومة مع المحتجين فقد كانت فرصة للطرح إشكالات المدينة حتى يتسنى إغلاق هذه الآبار المنجمية التي تشكل خطرا و إيجاد حلول اقتصادية بديلة وتنفيذ تدابير لمكافحة الفقر في مدينة جرادة . وهو ما أكده مصطفى الخلفي مشددا أن الحكومة على وفائها لمختلف المطالب المعقولة والتزاماتها التي سبق الإعلان عنها، والمتعلقة بما يهم سحب الرخص وفتح تحقيق في عملية تصفية شركة مفاحم المغرب، مؤكدة على وفائها للإجراءات التي اتخذت على مستوى فواتير الكهرباء من جهة جدولة المتأخرات وإلغاء الغرامات واعتماد الفوترة الشهرية، والسعي إلى تقديم مساعدة للأشخاص مرضى السيليكوز الذين يحتاجون لمولدات كهربائية، وكذا توزيع مصابيح اقتصادية مضيفا أن مدينة جرادة المدينة الأولى التي سيطبق فيها برنامج تثمين النفايات المعدنية، والالتزام بإرساء التعاونيات لضمان استغلال آبار الفحم بالنسبة للشباب، وتعبئة حوالي 3000 هكتار للفلاحة ضمنها 1000 للشباب…
كما أكدت الحكومة على أن البديل التنموي الطموح لفائدة المنطقة، والذي تم الإعلان عنه وتمت أجرأة العديد من خطواته، يحتم توفير الأمن والنظام العام لتنزيله، ودعوة الجميع لاحترام القانون.
وعلى ذلك الأساس أصدرت وزارة الداخلية بلاغا قالت فيه انه انطلاقا من صلاحياتها القانونية، على أحقيتها في إعمال القانون بمدينة جرادة من خلال منع التظاهر غير القانوني بالشارع العام والتعامل بكل حزم مع التصرفات و السلوكات غير المسئولة، حفاظا على استتباب الأمن وضمانا للسير العادي للحياة العامة وحماية لمصالح المواطنات والمواطنين.
إلا أن هدا البلاغ أدى إلى بروز رد فعل سريع تمثل في قيام مواجهة بين المحتجين ورجال الأمن وهو ما كسر سلمية الاحتجاجات و أدى إلى حدوث خسائر مادية وجرحى مدنيين من كلا الطرفين اللذان يعدان من صلب هدا الوطن .
ويرى متتبعين أن ما يثير الانتباه مند البداية و إلى غاية قيام هده الأحداث هو الطابع السلمي الذي تحل به المتظاهرين وضبط النفس الذي كان من جهة رجال الأمن والدي دام لعدة أيام لكن مع انطلاق أجرأة العديد من الخطوات كما جاء في تصريح الخلفي و اقتراب الشروع في التنفيذ و بعد بلاغ وزارة الداخلية تفاجئ الجميع بنشوب مواجهة يرى المتتبعون لهده الأحداث أنها ربما تكون مفتعلة من طرف أيادي و أجندات مندسة تريد إفشال نتائج الحوار الذي كان أثناء زيارة رئيس الحكومة إلى الجهة بمعية وفد وزاري وما تلا ذلك من اللقاءات المتواصلة التي تمت بين والي الجهة وكذا عامل الإقليم مع الأحزاب السياسية والهيئات النقابية وفعاليات المجتمع المدني، وشباب من المحتجين . ومن جهة أخرى تشويه ورسم صورة سوداوية للمغرب الذي بدأ يرسم لنفسه صورة مشرفة قاريا و أمام المنتظم الدولي .
لذلك فان على شباب ومثقفي مدينة جرادة الذين أبانوا عن مستوى من الوعي اخذ الحيطة والحذر و الالتزام بالقوانين المنظمة للاحتجاج وعدم القيام بأي أخطاء ومنح أي فرص للمتربصين الدين يحاولون ركوب موجة الاحتجاجات واستغلال عفوية المحتجين السلميين و يحاولون ربما إثارة اليأس و الخلافات لديهم ، لذا فمن الضروري على الجميع التزام أقصى درجات اليقظة .