بقلم : عبده فلي نظيم
انطلقت يوم 5 مايو فعاليات المؤتمر العربي الثاني للمرأة في العلوم والتكنولوجيا من أجل تنمية مستدامة، والذي تستضيفه العاصمة السودانية، الخرطوم، على مدار 3 أيام، وينتهي يوم 7 مايو الجاري. يعقد المؤتمر برعاية فخامة الرئيس السوادني عمر حسن احمد البشير، وتنظمه وزارة العلوم والاتصالات بالتعاون مع المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، ومدينة أفريقيا التكنولوجية. وافتتحت المؤتمر ممثلا عن فخامة رئيس السودان، الدكتورة تهاني عبد الله عطية، وزيرة العلوم والاتصالات.
شارك بالحضور في المؤتمر حوالي 300 عالمة وباحثة وأكاديمية عربية وسودانية وعربية مقيمة بالخارج من 12 دولة، كان من بينهمن الدكتورة غادة محمد عامر (مصر) والدكتورة سميرة إسلام (سعودية)والمصنفتين ضمن قائمة أهم 20 شخصية نسائية الأكثر نفوذا وتأثيرا في العالم الإسلامي لعام 2013 لمجلة مسلم ساينس Muslim Scienceالصادرة من لندن -ولجنة تحكيمها تضم علماء مسلمين وغربيين من بينهم العالم الدكتور فاروق الباز- والمصنفتان كذلك ضمن قائمة أقوى 100 سيدة عربية الأقوى نفوذا وتأثيرا لعام 2014 لمجلة آرابيان بيزنيسArabian Business. ودارت جلسات اليوم الأول، بعد الجلسة الافتتاحية عن دعم المرأة العربية في العلوم والتكنولوجيا، وتوفير المناخ المحفز لها. وقدم الحضور الشكر للسودان قيادة وحكومة وشعبا لاستضافة هذا المؤتمر العربي، وتقديم كل التسهيلات لعقد هذا المؤتمر. وكان من بين الحضور الدكتورة تابيتا بطرس وزير الدولة لوزارة الكهرباء والموارد المائية، والدكتورة إقبال جعفر الحسين الأمين العام للاتحاد العام للمرأة السودانية، والبروفيسور فاطمة عبد المحمود رئيس كرسي اليونيسكو للمرأة في العلوم والتكنولوجيا، واللواء دكتورة سعاد يوسف الكارب عميد كلية الصيدلة جامعة كرري، والدكتورة انتصار أبوناجمة أمينة المرأة بحزب المؤتمر الوطني.
التقنية الموائمة: المرأة حققت نجاحات في مختلف المجالات
في هذا السياق، قالت الدكتورة تهاني عبد الله عطية، وزيرة العلوم والاتصالات بالسودان: إن المرأة العربية قادرة على المشاركة في جهود التنمية، وحققت نجاحات كبيرة، تحسب لها في مختلف المجالات. ومساهمة المرأة العربية والسودانية في التنمية المستدامة وبناء مجتمع المعرفة العربي من الضروريات، خاصة وأن المرأة نجحت أن تحقق تقدما ملحوظا في مختلف المجالات، التي قامت بالعمل فيها. وثمنت الوزيرة الدكتورة تهاني عبد الله عطية التعاون بين وزارة العلوم والاتصالات من ناحية، والمؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، في مختلف قطاعات العلوم والابتكار التكنولوجي. وتحدثت عن تفعيل شبكة المرأة العربية للعلوم والتكنولوجيا التابعة للمؤسسة، عبر إطلاق فرع سوداني للشبكة، تسمي شبكة المرأة السودانية للبحث والتطوير.
أشارت الوزيرة إلى أن المرأة السودانية منذ الاستقلال، وهي عنصر بناء إيجابي في المجتمع، وأن المجتمعات العربية كانت من أوائل المجتمعات التي اهتمت بحقوق المرأة. موضحة أن أول مؤتمر للمرأة عقد في مصر منذ أكثر من قرنين من الزمان. موضحة أن المرأة العربية والسودانية خاضت مجالات علمية وتكنولوجية، منها: الزراعة، البيئة، الطاقة، المياة، الطب، الصيدلة، الهندسة، الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، التعليم، البحث العلمي والابتكار، وغيرها من المجالات، وحققت فيها نجاحات كبيرة. وأن السودان يخطط لزيادة الإنفاق على البحث العلمي من الناتج المحلي الإجمالي، ليلعب البحث والابتكار دورا مهما في تحقيق التنمية. مشددة على أن التكنولوجيا المنتجة يجب أن تناسب احتياجات وخصوصية المجتمعات العربية، لزيادة الإنتاجية والتنافسية، وفق قواعد التكنولوجيا الموائمة.
تغيير ثقافة البحث العلمي لتطوير منتجات متكاملة
من جانبه، قال الدكتور عبد اللـه عبد العزيز النجار، رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا: إننا عندما نتحدث عن السودان، في أى مكان تفوح رائحة الابداع، ممثلة في الأديب الكبير الطيب صالح، عبقري الابداع في الرواية العربية. إن نظرة بانورامية لوضع المرأة في قطاعات البحث العلمي، تكشف عنها احصائيات تقرير اليونيسكو، سنجد أن الارقام تشير إلى أن 38% من العاملين في البحث العلمي العربي هن من النساء. وإن كانت تتصدر تونس الدول العربية بنسبة 47%، تليها مصر 42%، فإن السودان يأتي في المركز الثالث بنسبة 40%.
أوضح عبد اللـه عبد العزيز النجار أنه رغم الصورة المشرفة لدور المرأة العربية ، إلا أننا على جميع المستويات في حاجة لدعم هذا الدور، إذ تكشف أرقام اليونيسكو أن مساهمة المرأة بصفة عامة من النشر العلمي لا تزيد على 14%، خلال السنوات العشر الماضية، و2% لإدارة منصات المؤتمرات كقيادات لها، وحوالي 4.5% للاستثمار في التكنولوجيا وريادة الأعمال. مشددا على أهمية تغيير ثقافة ممارسة البحث العلمي، ليتحول من أداءات علمية منفردة، إلى تطوير لمنتجات متكاملة، تحقق لنا مبدأ العمل المشترك الجماعي، بدلا من الأداءات الفردية.
الاستفاد بجهود المرأة في التنمية المستدامة
في سياق متصل، أكد الدكتور أسامه الريس، المدير العام لمدينة أفريقيا التكنولوجيا أن أى دعم يقدم للمرأة العربية والسودانية، هو دعم لأمي وأختى وزوجتي وابنتي، وبالتالي يجب أن تتكاتف كل الجهود، لافساح المجال، وتوفير البيئة المناسبة للاستفادة من قدرات وامكانيات المرأة في جهود التنمية، وتمكينها. وحقق السودان خطوات إيجابية في مجال الطاقة الشمسية والزراعة والمياه وغيرها. موضحا أنه من حق السودان أن يفتخر أن الحكومة الحالية يوجد بها 9 وزيرات، ونائبة رئيس البرلمان سيدة. موضحا أن المرأة العربية والسودانية قادرة على إنتاج التكنولوجيا، خاصة في المجالات الحيوية. مضيفا أن هذه المشاركة الإيجابية، في الشؤون العامة للمجتمع، جعلت المرأة السودانية، في مقدمة السيدات العربيات اللاتي يحصلن على حق الانتخاب والتصويت منذ 1960، كما يحصلن عن نسبة تمثيل في البرلمان تربو من 25%.
وتتضمن فعاليات المؤتمر قضايا ومحاور عديدة منها نجاحات إمرأة العلوم والتكنولوجيا العربية لخدمة التنمية المستدامة، مع دراسات حالة لعدد من قصص النجاح العربية. هذا ويهتم المؤتمر بقضايا محورية تمس صميم حياة المواطن العربي والسوداني منها: الزراعة والأمن الغذائي، العلوم الأساسية والهندسة وعلوم الفضاء، الطاقة والمياه والبيئة، والعلوم الحياتية والتكنولوجيا الحيوية.