حسن ايناو:
لقد أحسسنا بضيق وبحيف كبيرين قبل أن يشفي غليلنا خطاب العرش لجلالة الملك حفظه الله ورعاه،هذا الخطاب المعبر والذي أتقن فيه جلالته إعراب كل مكونات هذا الوطن الجميل بأهله الطيبين الواعين بأمور السياسة فيه وأمور الدين ،وهم صماموا الأمان لهذا الوطن بالرغم من كيد الكائدين والحاقدين….نعم لقد كان خطاب جلالة الملك خطاب رجل محنك وعبقري ولافت
،بل جاذب لأهل الفكر أن يدرسوه ويحللوه ،ففيه إختلطت نباهة ملك شاب مع شعب يحبه ويسعى للرقي به ،وبين ملك شاب عبقري يسير بخطى ثابتة ليعري فضائح سياسيين لايفقهون فيها إلا الشعبوية والتغليط،وعلموا مجتمعا مدنيا كيفية الإبتزاز وكيفية سرقة المال العام …إن منذ دستور 2011 الذي طالبت فيه الأحزاب المغربية بفصل السلط وترك المجال للسياسيين أن يتخذوا قرارات الإصلاح ،إصلاح الفساد الإداري والسياسي في البلاد ،وإعطاء المرأة والشباب أدوار المسؤولية والحكم،كشف للشعب المغربي على أن الأحزاب قاصرة وتحتاج لرعاية طويلة الأمد لأنها أحزاب معاقة وتتخللها وجوه لاحياء فيها ولا تدرك حتى معنى الوطنية….إن خطاب جلالة الملك حين تكلم عن هزالة مردود المبادرة الوطنية ،كان يعلم علم اليقين أن أموال الشعب بأيادي جهلة تسمى بالمجتمع المدني وفي الحقيقة لم تكن كذلك ،بل هي أزلام أحزاب فاشلة تغطي خروقاتها حتى أصبحنا لا نستطيع محاسبتها نتيجة هذا التشابك المشبوه والمصلحي…..إن الأحزاب السياسية التي أوصلت أميين وجهلة لقبة التشريع لدليل على أننا في أزمة أخلاقية وإنسانية،وبنيوية،تقتظي منها إعادة النظر في كل شيئ….إن أغلبية الشعب لا يزكي هؤلاء السياسيين وهذا هو الضامن الأساسي لحماية هذا الوطن ،هده الطبقة الصامتة تؤمن بالله وبالوطن وبالملك،ولن تحيد على الطريق….إن خطاب جلالة الملك أنصف أغلبية الوطنيين اللذين لا يؤمنون بأحزاب التحريض والتشويش وإفشاء الفوضى في الشوارع بحجة الحقوق….إننا ننتظر من الشعب المغربي أن يرد التحية على ملكه تحية الإخلاص وتحية شعب لملكه….إن من يحرض على الأمن وينعته بالقمع عليه أن يستدل بالدليل الواضح على أن السياسيين مؤهلون للقيام بدور الحياد في كل ما نحن مقبلين عليه من محاسبة لمسؤولين يسرقون ويدفعون بمردتهم للشوارع إبتغاء التشويش ،ولعرقلة سير عجلة النمو والإزدهار ..
إن خطاب جلالة الملك لدليل على أن السلطة التشريعية مطالبة اليوم بإعادة النظر في التشريعات الظالمة للحكومة السابقة والتي اعتبرتها إصلاحات ووقفت عند عقبة الكبار ،إذن فإما أن تزيد أو تترك المسؤولية لأناس لا يخشون إلا الله….
إن جلالة الملك حين ذكر بالصحراء قال للأعداء نحن بلد العلم والعلماء والصالحين ،ولقد تجاوزنا إمتحانا صعبا قد نصلح به الكثير من أخطائنا الداخلية ونبقى موحدين على أننا شعب يذوذ عن وطنه وعن ملكه….
إننا نؤمن أننا في بلد يشهد تغيرات جذرية كبيرة،ونحسد على ذلك باعتراف دول متقدمة وكبرى ،وسنتبع توجيهات جلالة الملك حفظه الله دون ملل ،ولن نخذل هذا الزعيم الواعي المؤمن وشكرا….