عزالدين قدوري :
لاحت بوادر قوية لفشل مدينة تاوريرت في تنظيم حملة لصباغة واجهات المنازل باللون الموحد ، إذ لم تعرف هذه التجربة التي ماتت في مهدها أدنى استجابة من الساكنة ، وهي القضية التي أثارت استغراب الكثير من متتبعي الشأن المحلي التاوريرتي ،
حيث كان من المفروض أن تتم صباغة جميع جدران المنازل والمنشاءات باللون الأبيض المغير( blanc cassé ) واللون البني ( Maron) للنوافذ والأبواب بما فيها المحلات التجارية والصناعية والمهنية حتى يتم إعطاء رونق جمالي للمدينة في ظل الرغبة في تحسين وجه المدينة . فقد قالت أصوات من ساكنة تاوريرت إنه من الصعب جدا إقناع التاوريرتيين بصباغة منازلهم بسبب تراجع ثقة الساكنة و استجابتهم لمثل هده الحملات وهو ما يظهر من خلال فشل هده الحملة التي تمت الدعوة إليها يوم الأربعاء 19 ابريل 2017 ، وروج لها بنشر لوحات اشهارية تم تنصيبها بشوارع وأحياء المدينة و كلفت حيزا مهما من المصاريف و لم تلقى أي استجابة من الساكنة .
و هو ما أثار جدلا واسعا في الأيام الأخيرة ، إذ اعتبر منتقدوا هذا القرار أنه هروب إلى الأمام، فعوض أن ينكب المسئولون المحليون والمنتخبون على المشاكل الحقيقية للمدينة أرادوا الهروب إلى الأمام عبر قرار يدركون جيدا أنه من الصعب تحقيقه في الأمد القصير ، نظرا لمجموعة من الإكراهات ، و يتساءل المواطنون عن الغلاف المالى للحملة الحالية التي لم تظهر لحد الساعة أي نتيجة لها على ارض الواقع.
وليست هذه المرة الأولى التي تطرح فيها حملة صباغة واجهة منازل المدينة ، إذ سبق أن تم طرح هذه الفكرة في سنوات ماضية ، وتم اقتراح اللون الكاكي ، و لقيت أنداك استجابة نسبية الى حد ما ، حيث اقتصرت فقط على الشوارع الرئيسية للمدينة .
ويعتبر المواطنون أن المدينة باتت عاصمة للتهميش وانعدام الاهتمام بقطاعات ، و ضعفه في قطاعات أخرى كالصحة و التعليم و الثقافة و التشغيل … و هي مشاكل كبيرة تعكس الوجه الحقيقي للمدينة دون أي روتوش أو مسحوق تجميل .
إلا انه و رغم هذه الصورة القاتمة فلا زال هناك بصيص من الأمل لدى الساكنة في شخص السيد العامل الجديد الذي تنتظر منه بحكم موقعه الحساس أن يقوم بتحفيز وتحريك الجهات الرسمية ونفض الغبار عن الملفات الحقيقية لانتشال المدينة من الضياع و الواقع المزري الذي تعيشه مند سنوات .