بقلم : الخضير قدوري
سنلفت انتباهكم إلى إهمال افقد هوية ساكنة محاصرة في منطقة حرة بين نفوذ الجماعة القروية لأهل وادزا غربا والجماعة الحضرية لمدينة تاوريرت شرقا ،بداخل هذه المنطقة التي تشبه زريبة وسط أكمة موحشة تعاني مجموعة من السكان إهمالا وحرمانا من كل المرافق الضرورية مع انعدام كلي للبنية التحتية ، منطقة وساكنة ضلت ومازالت تحت رحمة المصلحيين وعرضة للمتاجرين بمعاناتهم وفريسة تمزقها أنياب السياسيين والانتهازيين المتكالبين في غياب المراقبة الصارمة والمحاسبة العسيرة والضرب على ايد اباطرة الارض ومعاقبة ناهبي التراب
في زمن يقال ان شبكة الإنارة الكهربائية قد غطت أكثر من 95 بالمائة من المداشر النائية في اعماق القرى المغربية وبالاحرى ان تتوفر هذه المنطقة على مصباح واحد وهي تغرق في ظلام دامس ،منطقة شبه معزولة لا تتوفر على مسجد ولا مدرسة ولا مستوصف او طرق و مسالك تربطها بالمدينة بواسطة أية وسيلة للنقل العمومي رغم ان المسافة التي تفصلها لا تتعدى بعض المئات الأمتار، منطقة ينعدم فيها الأمن ويحضر فيها التجوال ليلا منذ غروب الشمس الى مطلعها ليخلو فيها الجو للمشردين والمنحرفين وقطاع الطرق ولا يجوب جنباتها ليلا ونهارا سوى قطعان من الكلاب الضالة التي تهدد المارة ، سيما الاطفال الصغار الذين يقطعون مسافة كيلومترات الى اقرب مدرسة ابتدائية ،حيث تصبح مرافقة الأولياء ضرورية . هذه المنطقة المعزولة متواجدة اداريا داخل مدار الجماعة الحضارية للمدينة التي أعطتها اسم حي الكرارمة 2 ، رغم انها لم تستلم بعد صك طلاقها من دوار أولاد عدو، وفك ارتباطها بالجماعة القروية لاهل وادزا ربما لهذا السبب سيضل هذا الحي مهملا الى اجل غير مسمى، وتبقى هوية ساكنته مجهولة الى حين
اجل واذا كان السيد عامل الاقليم يجوب الشوارع مركزا على توسعتها ،ويزور الأحياء ليجدد بنيتها التحتية ويحرس جادا على إرساء قواعد الأمن والاستقرار فيها ،ويتفقد احوال الساكنة ليلا ونهارا ليخفف من معاناتها وقضاء حاجاتها ، ثم يجعل من أولوياته ايلاء اهتماما خاصا بجمالية المدينة بصفة عامة باعتبارها عاصمة اقليم تتميز بموقعها الاستراتجي الهام والمهم انها تحركات ايجابية في بداية المسار نسجلها في سجلات حسناته لكن اذا كان إغفاله لهذا الحي وحاجيات ساكنته عن قصد وهو ظن مستبعد الى حد ما ، او كان عن غير قصد لغياب بطانة صالحة تدله على الخير و تعينه عليه او لظروف خاصة ربما لأي سبب من هذه الأسباب قد نلتمس له الأعذار وان كانت الظنون لا ترحم أحيانا ولكن لا نتمنى بعد هذا المقال ان يضل الوضع على ماهو عليه
وما نريد بهذا سوى الإصلاح ما استطعنا ولفت عناية السيد العامل المحترم الى سوء أوضاع هذا الحي الذي يفتقر الى ابسط مميزات تميزه كحي في المدينة على دوار في القرية وقد لا يتوفر على أدنى مواصفات تؤهله للارتقاء الى مستوى حي يعتبر بابا لمدخل المدينة الجديدة مشرفا لعاصمة الاقليم