بعيدًا عن نتائجِ مباريات مونديال الأندية، الذِي أقيم فِي مدينتي أكادير ومراكش، بين الحادِي عشر من ديسمبر الحالِي والحادي والعشرين منه، سارت صحيفة “لوموند” الفرنسيَّة، إلى النبش فِي الجانب الاقتصادِي للحدث، وعمَّا إذَا كان قدْ عادَ حقًّا بالنفع على المملكة، التِي كانتْ المرشحَة الوحِيدة لاحتضانه.
لوموندْ أوردتْ أنَّ المغربَ لمْ يكن رابحًا من الناحيَة الاقتصاديَّة، “فإذَا كان المسؤولون قدْ أكدُّوا فِي وقتٍ سابق، أنَّ الموندياليتُو سيدرُّ على المغرب مليار درهم، عن طريق العائدات المباشرة، استنادًا إلى ما أمدتهُ دراسةٌ لمكتب “capital consulting” من أرقام، مقدرًا تكلفة التنظِيم بـ700 مليُون درهم، تنضافُ إليها 210 ملايين درهم، رصدت للتظاهرتين، الماضية والمقبلة معًا، من أجل اكتساب حقِّ التنظِيم، زيادةً على ضمانةٍ قدرها 320 مليون درهم لدَى الاتحاد الدولِي لكرة القدم. مما يعنِي وفقَ المنبر ذاته، أنَّ المغرب غير رابحٍ فِي العمليَّة وأنَّهُ فِي حاجةٍ إلَى 11 مليون أورُو، أيْ 120 مليون درهم، ليحققَ توازنهُ المالِي.
بيدَ أنَّ المملكة تتطلعُ إلَى ما هُو أبعد، حسب الصحيفة الفرنسية، على اعتبار أنَّ تنظِيم مونديال الأندية بها كان اختبارًا حقيقيًّا للبلاد، يمكنُ النجاحُ فيه المغرب من أوراق رابحة لطلب استضافة كأس العالم، مستقبلًا، في القارة السمرَاء، وهُو ما أكدهُ رئيس الفيفَا، جوزيف بلاتر، الذِي أثنَى في لقاءٍ صحفِي على الأجواء التِي مرَّ فيها الموندياليتُو بالمغرب، مؤكدًا أنَّ المغرب مؤهلُ ليخوض غمار الظفر بمونديال 2026.
وفِي نطاق متصل، زادت “لوموند” أنَّ كاس العالم بالأنديَة لا يغرِي كثيرًا قياسًا بتظاهرات كرويَّة أخرى، وساقتْ مثلًا على تدنِي المتابعة التلفزيَّة، السنة الماضية، للمباراة النهائيَّة التِي جمعتْ نادِي تشيلسِي بكورثايرن، ولمْ تحظَ وقد بثت على قناة NT1 سوى بـ157.000 متابع فِي فرنسَا، فيمَا حققتْ المباراة النهائية لعصبة الأبطال 2013، رقمًا أكثرَ أهميَّة على قناة TF1، بلغَ 4 ملايين وَ552 ألفًا.
رغم المعطيات المذكورة آنفًا، لمْ تغفل “لوموند” الإشارة إلى ما تحققَ في المونديال، من حيث استقدام فرق كبرَى إلى المغرب ولعب نادٍ محلِيٍّ معها، تأهلَ حتَّى النهائية، التي آلتْ إلى البايرنْ ميونيخ، ممَا يجعلُ المسألة غير محصورةٍ في لغة الأرقام، التِي تساءلَ إزاءهَا الكثيرون حول ما إذَا كان المغرب قدْ أدرَّ ربحًا من تنظيمه التظاهرة.