تاوريرت بريس :
مند اشتعال فتيل حراك الحسيمة في أكتوبر الماضي يوم وفاة محسن فكري الذي قضى في حاويات النفايات ، الحادث الذي الم الشعب المغربي جميعه ، مند ذلك الحين والأقلام على اختلافها وعلى امتداد ارض الوطن تكتب المقالات والتحليلات وتنقل الأخبار حتى رواد مواقع التواصل الاجتماعي شاركوا بآرائهم وتدويناتهم حول تطورات هدا الحادث إلى يومنا هدا الذي لا زالت تعرف فيه مدينة الحسيمة احتجاجات شعبية كبيرة تطالب بالمشاريع التنموية و الاجتماعية و الصحية … وهي مطالب اتفق الجميع على شرعيتها وكونها مطالب من حق كل مواطن مغربي و لا غبار عليها .
لكن ومن جانب أخر فقد نبه معظم الكتاب و المحللين إلى توخي الحذر في مثل هده الاحتجاجات التي تتربص بها عدة جهات منتظرة فرصة تأجيج نار الفتنة بين مكونات هذا الوطن سواء العرقية أو السياسية أو غيرها وهو ما اعتبره العديد تكتيك جديد لخلق البلبلة والفوضى بعدما عجزوا عن اقتحام البلاد عبر حدوده بفضل يقضة الشعب و الأجهزة العسكرية والأمنية . فمما لا شك فيه ولا يمكن إنكاره هو وجود مخططات خارجية تحاول في مثل هذه الأحداث استغلال بساطة الشعب و ضعف بعض النخب لتمرير أفكارها و الركوب على هذه الأشكال الاحتجاجية و توجيهها من اجل تمزيق التماسك الشعبي المغربي .
ورغم ما تتداوله وسائل الأخبار و التواصل الاجتماعي من محاولات يائسة لاستدراج الحراك إلى منطق المواجهة غير المحسوبة مع الدولة . فقد برهن المحتجون عن وعي كبير استطاعوا به أن يتصدوا لمغالطات فئة لا تمثل إلا نفسها وهي بعيدة كل البعد عن سكان الريف الدين تشبعوا بقيم المواطنة و أخلاق البطل عبد الكريم الخطابي الذي قاوم من اجل إخراج المستعمر الاسباني من البلاد إيمانا منه بوحدة المغرب .
وقد كان هدا الحراك درسا لأعداء الوطن و بيادقهم الدين يتربصون بمثل هذه المسيرات لإشعال نار الفتنة بعد أن شاهد العالم تنظيم مسيرة كبيرة وإنزال امني مكثف دون تسجيل أي اصطدام أو خسائر مادية أو معنوية . و بعد انخراط أجهزة الدولة المحلية والمركزية في مفاوضات مع ممثلي و أهالي مدينة الحسيمة، الذين يرفضون توريط منطقتهم في أي شكل من أشكال العصيان الذي يدعون إليه المحرضون من الخارج و الداخل بغرض نشر الفوضى و المساس بمقومات الدولة واستقرار وأمن الوطن .