تاوريرت بريس :
حذرت السلطات الاميركية والبريطانية الجمعة من موجة هجمات الكترونية استهدفت بصورة متزامنة “العديد من دول العالم” بواسطة برنامج خبيث لابتزاز الاموال، مناشدة ضحايا هذه الهجمات عدم الدفع للقراصنة.
ويبدو ان القراصنة استغلوا ثغرة في انظمة التشغيل “ويندوز” كشفت في وثائق سرية لوكالة الامن القومي الاميركية “ان اس ايه” تمت قرصنتها.
وقالت الوكالة البريطانية للامن المعلوماتي في بيان “شهدنا اليوم سلسلة هجمات الكترونية استهدفت آلاف المؤسسات والافراد في عشرات الدول”.
واوصت الوكالة بتحديث برامج امن المعلومات وبرامج مكافحة الفيروسات الالكترونية.
من جهتها قالت وزارة الامن الداخلي الاميركي في بيان “لقد وردتنا تقارير عدة عن برنامج معلوماتي يطالب الضحايا بدفع فديات (…). نحض الافراد والمنظمات على عدم الدفع لان ذلك لا يضمن استعادة البيانات مجددا”.
تثير هذه الموجة من الهجمات الالكترونية “على مستوى عالمي” قلق خبراء امن المعلوماتية الذين لفتوا الى ان البرنامج الخبيث يقفل ملفات المستخدمين المستهدفين ويرغمهم على دفع مبلغ من المال على هيئة بيتكوينز مقابل اعادة فتحها.
وقال محللون ان الهجمات استهدفت منظمات في اسبانيا واستراليا وبلجيكا وفرنسا والمانيا وايطاليا والمكسيك. في الولايات المتحدة اقرت شركة “فيديكس” للبريد السريع بتعرضها لهجوم.
في موسكو، اعلنت وزارة الداخلية الروسية مساء الجمعة ان اجهزة الكومبيوتر التابعة لها تعرضت ل”هجوم فيروسي” لكن دون ان توضح ما اذا كان الامر يتعلق بالهجوم نفسه.
واستهدفت الهجمات الالكترونية كذلك خدمة الصحة العامة في بريطانيا “ان اتش اس” مما شل عمل اجهزة الكمبيوتر في العديد من مستشفيات البلاد.
وحاولت ادارة “ان اتش اس” طمأنة السكان بالقول “في هذه المرحلة ليس لدينا عناصر توحي بانه تم الوصول الى بيانات المرضى”.
الا ان الهجمات احدثت بلبلة في عشرات المستشفيات التي اضطرت الى الغاء اجراءات طبية وارسال سيارات اسعاف الى مستشفيات اخرى.
واعلن المركز الوطني للامن الالكتروني البريطاني “نحن مدركون بان هذه الهجمات على خدمات الطوارئ لها تأثير كبير على المرضى واسرهم ونقوم بكل الجهود من أجل إعادة العمل في هذه الاجهزة الحيوية”.
وتناقلت شبكات التواصل الاجتماعي صور لشاشات كمبيوتر تابعة لخدمة الصحة العامة عليها مطالب بدفع 300 دولار فدية على هيئة بيتكوينز مع عبارة “لقد تم تشفير ملفاتكم”.
ويطالب القراصنة بدفع الفدية في غضون ثلاثة ايام والا فان المبلغ سيزداد الى الضعف اما اذا لم يتم الدفع بعد سبعة ايام فسيتم محو الملفات.
ونشرت “مايكروسوفت” تصحيحا امنيا قبل بضعة اشهر لسد هذه الثغرة لكن العديد من الاجهزة لم يتم تحديثها.