تاوريرت بريس :
قال باحثون ومهتمون بالحقل الصوفي أمس الجمعة 07 أبريل، إن الزوايا الدينية والطرق الصوفية بالمغرب ساهمت بشكل كبير في ترسيخ الارتباط الديني بين المملكة وبلدان القارة الافريقية.
وأكد المتدخلون في مائدة مستديرة نظمتها جمعية مولاي عبد السلام بن مشيش للتنمية والتضامن، حول موضوع “دور الزوايا والطرق الصوفية في نشر الإسلام في إفريقيا.. الطريقة والدبلوماسية الدينية”، أن المغرب وإفريقيا تجمعهما روابط عميقة ومتينة بفضل المؤثرات الدينية والروحية التي لعبت دورا رئيسيا في ترسيخها ورسم ملامحها عبر العصور .
وأبرز المشاركون في هذا اللقاء الفكري الذي نظم في إطار مهرجان الطرق الصوفية بفاس أن العديد من الحواضر المغربية كانت ولا تزال مراكز علمية للإشعاع الفقهي والصوفي وتدريس الفقه المالكي والعقيدة الاشعرية وتخريج الدعاة والأئمة والعلماء الأفارقة الذين ساهموا في ترسيخ الخصوصية الدينية للمنطقة والمحافظة عليها في مواجهة كل الدعوات الهدامة والدخيلة.
وأشادوا بالمبادرات التي يقوم بها الملك محمد السادس، من أجل تعزيز الروابط بين المغرب وإفريقيا وتطوير آليات التعاون الديني والثقافي والاقتصادي والأمني، لمواجهة تحديات التنمية والمساهمة في الحفاظ على أمن واستقرا القارة الافريقية.
ومن جهته، أكد محمد عبيدو رئيس جمعية مولاي عبد السلام بن مشيش للتنمية والتضامن، أن شيوخ الطرق الصوفية والدعاة إلى الله ساهموا عبر التاريخ في ترسيخ الثوابت الحضارية والهوية الإسلامية المشتركة بين شمال إفريقيا وجنوبها من خلال تأسيس المدارس القرآنية وبناء المساجد والرباطات لتكون منارات مضيئة وواحات ربانية إحسانية لتعليم القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
وأبرز عبيدو أن العلماء ومشايخ الطرق الصوفية المغاربة، كان لهم دور فعال في نشر الإسلام بين القبائل الافريقية وتصحيح بعد المعتقدات الخاطئة عن الدين وبعث العلوم الاسلامية وإنشاء المكتبات العريقة والمساجد في مختلف حواضر الغرب الافريقي.
وتميز هذا الملتقى الفكري الذي حضره العديد من ممثلي الزوايا الدينية والطرق الصوفية من مختلف مدن المملكة، بتكريم عدد من مشايخ الصوفية الذين قاموا بأعمال جليلة من أجل نشر القيم الفاضلة والتسامح والتعايش بين الشعوب.
وتم بنفس المناسبة تنظيم أمسية للمديح والسماع الصوفي، بمشاركة منشدين ومادحين إلى جانب تنظيم زيارة استطلاعية شملت أهم المزارات والمعالم الدينية بالعاصمة العلمية والروحية.