تاوريرت بريس :
أكد يوسف العمراني، المكلف بمهمة بالديوان الملكي، الأربعاء 29 مارس بلافاليت، أن المبادرات الأوروبية في المتوسط يجب أن تقوم على الوضوح والانسجام، يتمخض عنها تعاون قوي يشمل جميع المستويات، في إطار سياسة للجوار أكثر طموحا ومجددة.
وأوضح العمراني، في مداخلة له في إطار المؤتمر السنوي لرؤساء الحكومات ورجال السياسة للحزب الشعبي الأوروبي، الذي يتوفر على أكبر فريق سياسي بالبرلمان الأوروبي، والذي ينظم حول موضوع ” مستقبل الجوار الجنوبي لأوروبا “، أنه في سياق أوروبي يشهد عودة النزعات الحمائية، والمشككة في أوروبا ومحاولة الانغلاق عن الذات، ” وحده بناء أوروبا موحدة، قوية ومتضامنة قادر على وقف حالة عدم الاستقرار التي تسود جوارها الشرقي والجنوبي على السواء “.
وأشار الأمين العام السابق للاتحاد من أجل المتوسط الذي قدم رؤية الجنوب، إلى أن الذكرى ال 60 للتوقيع على معاهدة روما يجب أن تشكل فرصة بالنسبة للأوروبيين، من أجل إعادة التأكيد على القيم والمبادئ المؤسسة التي كانت وراء ميلاد الاتحاد الأوروبي، مضيفا أن ذلك لا يجب أن يحول دون قيامهم ب ” مراجعة جماعية بشأن الشكوك التي يمر منها اليوم المشروع الأوروبي وإعادة النظر في طموحاتهم مع الشركاء في الجوار الجنوبي”.
وحسب العمراني، فإن الطموح المشترك من أجل بناء فضاء للاستقرار والتقدم والازدهار في الضفتين ” لم يسبق أن كان بهذه الأهمية “، مشيرا إلى أنه بالإضافة إلى تعزيز التماسك بين بلدان الفضاء الأورو متوسطي، يشكل الاتحاد من أجل المتوسط إطارا للعمل لا محيد عنه، وينسجم تماما مع السياسة الأوروبية للجوار، وهو ما يمكنه من الاضطلاع بدور المحرك للرد على التحديات الأمنية والمتعلقة بالهجرة وكذا المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه المنطقة الأورو متوسطية.
ودعا العمراني في هذا الصدد إلى إقامة شراكات محددة ومتوازنة، خاصة على المستوى السياسي، تنسجم مع الظرفية التي تعيشها بلدان جنوب أوروبا، والتي من شأنها خلق دينامية جديدة تعود بالنفع على الجميع وتندرج في إطار مقاربة متكاملة وشاملة، قائمة على الإنصاف والاستدامة والتبادل.
وفي معرض تناوله لرؤية المغرب، أكد العمراني على أن المملكة قامت بعملها الخاص بها على المستوى الداخلي في مجال الممارسة الديمقراطية، من خلال القيام بتغييرات بنيوية هامة أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مشيرا إلى أن المغرب ” انكب على التنمية المتعددة الأبعاد من خلال وضع العنصر البشري في صلب أولوياته وذلك في احترام للقيم الأساسية والتي كرسها دستور 2011، والمتمثلة في الوحدة الوطنية والتعددية والانفتاح”.
وذكر العمراني، بهذه المناسبة، بأن مجموعة من المتدخلين خلال مؤتمر الحزب الشعبي الأوروبي أكدوا على تفرد المغرب كأرض للسلام ونموذج للاستقرار والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة، مبرزا الدور الكبير الذي تضطلع به المملكة من أجل تحقيق الاستقرار في المتوسط بفضل ريادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
كما توقف العمراني، الذي تدخل إلى جانب السيدة ماريا غابرييل نائبة رئيس مجموعة الحزب الشعبي الأوروبي بالبرلمان الأوروبي، والسادة يوهان هان، المفوض الأوروبي المكلف بالتوسيع وسياسة الجوار الأوروبي، وأنطونيو لوبيز إيستوريز وايث، الأمين العام للحزب الشعبي الأوروبي، وطونيو بورغ، وزير مالطا السابق للشؤون الخارجية وسامي نادر مدير معهد لوفان للشؤون الاستراتيجية، عند السياق الدولي الحالي ” حيث تهدد محاولات الانغلاق عن الذات والشرخ الهوياتي والروحي قيم التعايش بين الشعوب، واحترام الآخر والحوار ” مؤكدا على أنه ” وحده النهوض بثقافة احترام الآخر وتضامن حقيقي بين الشعوب، قادران على مواجهة جميع أشكال التطرف والخلط الغير مقبول والغير مبرر الذي يتصاعد في الغرب والذي يربط بين الإسلام والإرهاب، متجاهلا بذلك القيم الحقيقية لهذا الدين الذي يدعو إلى السلام والرحمة والتسامح “.